السبت، 23 يناير 2010

حكاية اعجبتني




لا أشرك مع الله أحدا


أتي الحجاج بقوم ممن ثاروا عليه، فأمر بضرب أعناقهم، وحانت صلاة المغرب وبقي من القوم رجل،

فقال الحجاج لقتيبة بن مسلم: انصرف به معك وأتني به في الغد. خرج قتيبة ومعه الرجل وأثناء سيرهم

قال له الرجل: والله أني ما خرجت علي المسلمين ولا استحللت قتالهم، ولكني ابتليت بما أنا فيه ظلما،

وعندي ودائع وأموال لأناس أريد أن أردها إليهم، فهلا تركتني لأرد الودائع وآتيك؟ فضحك منه قتيبة

ولم يسمح له بالعودة خشية أن يفر هاربا ويحاسبه الحجاج حسابا عسيرا، ولكن الرجل ألح عليه وعاهده

أن يعود إليه، ووقع كلام الرجل في قلبه موقعا حسنا فأطلقه ليرد ما لديه من ودائع، ولكنه بعد أن فعل

ذلك أفاق علي هول ما فعله، وظل يسأل نفسه لماذا تركته؟! وماذا أفعل إذا لم يعد؟ ماذا سأقول للحجاج،

وماذا سيفعل معي؟! ولم ينم قتيبة وظل يؤنب نفسه علي ما فعله وتركه للرجل يمشي. ولكن عند آذان الفجر

سمع قتيبة طرقا علي بابه، فهرول يفتح الباب فوجد الرجل أمامه فسأله: أرجعت؟! فقال الرجل: سبحان الله

لقد عاهدت الله أن أرجع، أفاخون عهدي؟ فقال قتيبة: والله لو استطعت مساعدتك في محنتك فسأفعل.

وذهبا إلي الحجاج الذي سأل عن الرجل فقال له قتيبة إنه بالباب، وقد حدث لي معه شيئا عجيبا، وحكي

للحجاج حكاية الرجل وعهده الذي لم يخلفه معه، فسأله الحجاج: أتحب أن أهبه لك؟ فقال قتيبة:

إذا أمرت بذلك فقال الحجاج: هو لك، فخرج قتيبة فرحا وقال للرجل: اذهب إلي حال سبيلك،

ففرح الرجل ورفع وجهه إلي السماء وهو يقول: لك الحمد يارب، لك الحمد يارب، وتعجب قتيبة في نفسه

وقال: ياله من مجنون، لقد ذهب الرجل ولم يقل لي كلمة!! ولكن بعد ثلاثة أيام عاد إليه الرجل

وقال له: جزاك الله خيرا علي ما فعلته معي، والله ما نسيت فضلك في العفو عني، ولكني كرهت

أن أشرك مع حمدا لله حمد أحدا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر