الجمعة، 22 يناير 2010

احترس من التدخين



يطير فرحاً حينما يمسكها بيده . . يستوحش لفقدها . . ويأنس لقربها . . أسعد لحظاته حينما يخلو بها . . وأشقى ساعاته حينما يفارقها .. . تحدد أصدقائه وأماكن جلوسه . . قد ينحرف بسببها . . قد يرتكب المحرمات لأجلها ، بل قد يموت بتأثيرها . . ؟ إنها السيجارة ! ! !
إذا فلنضعها في قفص الاتهام ! !
عِبرة ! !
شاب في الخامسة والعشرين من عمره ، ابتلي بشرب الدخان لعدة سنوات . . . وذات يوم أدخل المستشفى بسبب ألم مفاجئ وهو هبوط في القلب . . ووضع عدة أيام بغرفة العناية المركزة تحت مراقبة الأجهزة الطبية المتطورة ، حيث أن الطبيب المشرف على علاجه أصدر أوامره لهيئة التمريض بعدم إدخال الدخان للمذكور لأنه السبب الرئيسي لمرضه ، وتفتيش الزوار خوفاً من تسلل الدخان له خفية .. .
تحسنت صحته وبدأ يستعيد نشاطه . . إلا أنه لم يتقيد أخيراً بتعليمات الأطباء ؛ حيث عاد إلى التدخين ، وفي أحد الأيام فُقد هذا الشاب . . بحثوا عنه فوجدوه في أحد الحمامات وقد فارق الحياة ( وبيده سيجارة ) ! !
مكونات السيجارة
تتكون السيجارة من عدة مركبات يصل عددها إلى أكثر من 200 مركب ، وأشدها ضرراً ، وأعظمها خطراً النيكوتين ، حيث يوجد منه من 0.1 إلى 2 مليجرام في كل سيجارة ، وأضراره هي :
1 ـ أن النيكوتين يؤثر على أنسجة الجسم .
2 – أن جراماً واحداً منه يكفي لقتل عشرة كلاب من الحجم الكبير دفعة واحدة .
3 – أن حقنة منه تقدر بسنتيمتر مكعب كافية لقتل حصان قوي في لحظات قليلة .
4- أن 50 مليجرام منه تقتل الإنسان في لحظات إذا حقنت عن طريق الوريد .
التدخين هلاك للدين
حيث يبتعد المدخن عن أماكن الخير والصلاح فتجده يتوارى من الناس من سوء رائحته ، بل قد يكون سبباً في ارتكاب بعض المحرمات ، ناهيك عن كونه محرماً شرعاً، والله تعالى يقول : { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } .
هلاك للصحة
حيث يؤدي إلى الإصابة بضعف النسل ، وضعف في جهاز المناعة ، والتهاب الجلد ، والسرطان في الرئة ، والحنجرة والشفة ، والذبحة الصدرية ، والسل الرئوي ، والبلغم وضيق النفس ، وهذا إهلاك للنفس والله تعالى يقول : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } .
يا من يريد دمار صحته ويهوى الموت منتحراً بلا سكين
لا تيأسن فإن ذلك واجد كل الذي يرجوه بالتدخين
هلاك للمال
حيث يؤدي إنفاق المال في المحرم ، بل فيما يضر ، وهذا مما سُيسأل عنه يوم القيامة حيث سُيسأل " عن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه " .
ولا عجب في ذلك فالذي يتناول 10 سجائر يومياً ينفق 1000 ريال سنوياً (مايعادل 266 دولار)، في حين أنه لا ينفق عُشره صدقة لوجه الله .
ماذا قال العلماء عن التدخين ؟ ؟
قال ابن باز – رحمه الله - : " والدخان لا يجوز شربه ، ولا بيعه ، ولا التجارة فيه كالخمر ، والواجب على من كان يشربه أو يتجر فيه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، والندم على ما مضى ، والعزم على أن لا يعود في ذلك " .
وقال ابن عثيمين – حفظه الله - : " فنصيحتي لإخواني المسلمين الذين ابتلوا بشربه أن يستعينوا بالله عز وجل ويعقدوا العزم على تركه ، وفي العزيمة الصادقة مع الاستعانة بالله ورجاء ثوابه ، والهرب من عقابه ، ففي ذلك كله معونة على الإقلاع عنه " .
ماذا قال الأطباء عن التدخين
يقول الدكتور / كليفورد أندرسون : " لقد دلت الإحصاءات التي قامت بها جمعية السرطان الأمريكية أن الانقطاع يفيد ، ويقلل خطر الإصابة بمعدل النصف . . ومن المحقق أن الذين لا يدخنون هم أقل الناس تعرضاً للإصابة بهذا المرض " .
ويقول الدكتور كنعان الجابي : " لقد مضى على معالجتي للسرطان 25 عاماً فلم يأتني مصاباً بسرطان الحنجرة إلا مدخن " .
وجاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء بلندن : " إن تدخين السجائر في العصر الحديث يسبب من الوفيات ما كانت تسببه أشد الأوبئة خطراً في العصور السابقة . . وجاء فيه أن 95% من مرضى شرايين الساقين هم من المدخنين " .
وجاء في تقرير لأحد من مراكز البحوث الأمريكية : " إن التدخين يؤدي إلى أعلى نسبة وفيات في العالم بالمقارنة للحروب والمجاعات "
معلومات تهمك
1- إن ضحايا التدخين في العالم لا تقل عن مليونين ونصف المليون شخص سنويا .
2- إن السجائر التي تورد إلى دول العالم الثالث أكثر ضرراً من غيرها بسبب احتوائها على كمية أكبر من القطران والنيكتين .
3- إن التدخين هو العتبة الأولى في طريق المخدرات .
4- إن المدخن شخص عاجز بالمفهوم الرياضي .
5- إن المدخن شخص غير مرغوب فيه اجتماعياً .
تساؤلات صريحة
1- هل تصنف الدخان من الطيبات ؟ أم من الخبائث ؟
2- هل تسمي الله حينما تبدأ بشرب الدخان ؟ أو تحمده حينما تنتهي ؟
3- هل هناك مأكول أو مشروب حينما تنتهي منه تطأه بحذائك ؟
4- هل تشرب الدخان في بيت من بيوت الله ؟
5- هل حققت من الدخان كسب مادي أو صحي أو اجتماعي ؟
6- ما هو موقفك حينما ترى أحد أبنائك أو إخوانك يدخن ؟

متى ستقلع عن التدخين ؟
أخي الحبيب . . وبعد هذا كله ألم تفكر في الإقلاع عن التدخين ؟ ! ستقول – كعادتك – بلى ! وأقول متى ستقلع عنه إذاً ؟ ستقول غداً أو بعد ، أو بعد ذلك سأحاول الإقلاع عنه . . . إذاً أنت لم تقتنع بما قرأته آنفاً بل ستستمر على التدخين ، ولن تقلع عنه أبداً ! ! ستقول لا ! إنني مصدق تماماً لما مضى من الحقائق ، ولكن صعب علي الخلاص منه وأخشى ألا أستمر على تركه . ! !
إذاً ما الحل أخي الحبيب ؟ . . هل سنقف معك في طريق مسدود ؟ ستقول لا لم يصل الأمر إلى هذا الحد . . إذاً ما العمل ؟ ربما تقول : " لعلي أسلك طريقاً آخر أنجو به من أضرار التدخين سأتحول إلى الغليون أو الشيشة ونحوها ، فلعلها أقل ضرراً وأهون خطراً " ، وأقول لك ما أنت إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، أما علمت أن ما مضى ذكره من أضرار التدخين ينطبق على الشيشة والغليون وغيرها ، ربما ستقول إذاً سأنتقل إلى نوع خفيف من السجائر التي تحتوي على كمية قليلة من النيكوتين والقطران وهذه خدعة كبرى ، قد ثبت ضررها وعدم جدواها ، وذلك لأن هذا سبب لتدخين أكبر عدد من السجائر ، وهذا يؤدي إلى امتصاص المزيد من النيكوتين والقطران ، وهذا يحدث بطريقة لا إرادية . فهل نلجأ إلى هذا الحل إذاً ! .
إذاً ما الحل ؟
ليس هناك حل أيها الأخ الحبيب إلا أن تترك الدخان فوراً وتهجره بلا رجعة فعشمي بك كبير ، وهمتك أكبر من أن تعجز عن الفكاك من أسر سيجارة حقيرة ، وليس تركه بذاك الأمر الكبير العسير إذا صاحبَهُ عزيمة صادقة وهمة عالية وإرادة قوية .
الأمور المعينة على ترك التدخين
1- الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه .
2- الرغبة الصادقة والعزيمة الأكيدة والإرادة القوية في الإقلاع عنه .
3- خطط لطريقة تقلع فيها عن التدخين كأن يكون تدريجياً أو فورياً .
4- أخبر أصدقائك ومن حولك أنك ستقلع أو أقلعت عن التدخين .
5- لا ترتدْ الأماكن التي يكثر فيها التدخين .
6- استعمل السواك أو اللبان " العلك " إذا وجدت حنيناً للتدخين .
7- أكثر من شرب الماء والعصير لتخفيف تركيز النيكوتين بالدم .
8- حاول زيارة طبيب مختص تستشيره .
9- غاز ثاني أكسيد الكربون سينخفض من جسمك بعد يومين من الإقلاع عن التدخين .
10- تذكر أنك الآن أقلعت عن التدخين وأضراره وانظر لنفسك أنك شخص غير مدخن .
ولغير المدخنين همسة
أخي في الله . . احمد الله سبحانه وتعالى على أن عافاك من هذا البلاء وسلمت من أضراره ، ولكن بقي أن تعلم أن أولئك المدخنين كانوا من قبل أناس أصحاء لا يشربون الدخان ، بل إن بعضهم يكرهه كرهاً شديداً ، ومع ذلك إلا أنهم وقعوا في ما هم عليه الآن ، وما ذاك إلا لأنهم تساهلوا في بعض الأمور التي تؤدي إلى الوقوع في التدخين ومنها :
1- العبث بالدخان .
2- شربه مجاملة أو حياء .
3- شربه بدعوى التجربة .
4- الجلوس في أماكن يشرب فيها الدخان .
5- الاغترار بفعل المشاهير لهذه العادة السيئة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر