الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الزعيم المصري أحمد عرابي


6 شوال 1329هـ ـ 29 سبتمبر 1911م

ولد أحمد عرابي في قرية «هربة رزنة» بمحافظة الشرقية في مارس 1257هـ ـ 1841م، وتلقى علومه الأولى بكتَّاب قريته وحفظ القرآن صغيرًا، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بالأزهر، ثم ما لبث أن التحق بكلية الضباط، ثم تخرج فيها وانضم للجيش المصري، وظل يتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل لرتبة الأميرالاي «عقيد».

كانت أوضاع الجيش المصري بالغة التردي وذلك منذ أواخر عهد محمد علي باشا الذي ألزمته الدول الأوروبية في معاهدة لندن سنة 1256هـ ـ 1840م بشروط مجحفة في نظام الجيش المصري، منها ألا يزيد عدد الجيش عن 12 ألف جندي، وأي رتبة فوق الملازم أول يتم تعيينها من قبل الدولة العثمانية، ومع زيادة النفوذ الأجنبي في أواخر عهد الخديوي إسماعيل الذي أغرق البلاد في ديون ثقيلة، زادت أوضاع الجيش المصري سوءًا وضعفًا، وزادت حدة التذمر داخل صفوف الوطنيين بالجيش المصري.

برز نجم أحمد عرابي كزعيم للتيار الوطني المضاد للنفوذ التركي في الجيش المصري، والتف حوله معظم الضباط المصريين، وكثرت الاجتماعات واللقاءات بينهم في بيت أحمد عرابي، وذلك للتحضير للثورة على حكم الخديوي توفيق، وعزل «عثمان رفقي» وزير الحربية التركي الأصل، وكان جمال الدين الأفغاني يلتقي مع العرابيين وينسق معهم كيفية التحرك، وبالفعل قاد عرابي حركة داخل الجيش سنة 1298هـ ـ 1881م أدت لعزل «عثمان رفقي» وتعيين محمود سامي البارودي مكانه، وارتفعت مكانة أحمد عرابي في صفوف الجيش والشعب، ولقبوه بزعيم الفلاحين.

زادت مكانة أحمد عرابي أكثر فأكثر بعد مظاهرة قصر عابدين الشهيرة والتي أطاحت بوزارة رياض باشا وأعاد تشكيل مجلس النواب، ولكن إصرار عرابي وأتباعه على الضغط على حكومة شريف باشا أفشلت كل الجهود الرامية لإصلاح أحوال البلاد، وأجبر عرابي شريف باشا على الاستقالة، وتم تعيين البارودي رئيسًا للوزراء، وتولى عرابي وزارة الحربية، وحاول بعض الضباط الأتراك اغتيال عرابي وبعض رفاقه فزادت الأمور اضطرابًا وسوءًا في البلاد، وهذا هو عين ما كان يخطط له الإنجليز.

استغلت إنجلترا اندفاع أحمد عرابي وعدم ترويه في اتخاذ القرارات، فعملوا على استدراجه لخطوة غير محسوبة، فأثاروا فتنة طائفية بالإسكندرية، فرد عرابي على ذلك بإصلاح تحصينات الميناء، فاعتبرت إنجلترا هذا عملاً عدائيًا وقصفت الإسكندرية، ثم احتلتها، وحاول أحمد عرابي صد هجوم الإنجليز عدة مرات في كفر الدوار وفي التل الكبير ولكنه فشل، واحتلت إنجلترا مصر وتم القبض على عرابي وكثير من أعوانه، وحُكم عليه بالإعدام، ثم خفف إلى النفي خارج البلاد، فتم نفيه إلى جزيرة «سرنديب» سنة 1299هـ ـ 1882م، فمكث بها 19 سنة، ثم أصدر الخديوي عباس حلمي قرارًا بالعفو عنه، وإعادته إلى مصر، فعاد ومكث في بيته، وقد توقف نشاطه السياسي حتى مات في 6 شوال 1329هـ ـ 29 سبتمبر 1911م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر