الجمعة، 19 فبراير 2010

كرة يد – مصر والجزائر: لقاء متكرر بنكهة خاصة في أمم إفريقيا



رغم أن الصدام بين منتخبي مصر والجزائر يتكرر في كل نسخة من بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد، إلا أنه وللمرة الأولى لن يقتصر مشاهدو المباراة على متابعي ومحبي اللعبة في مصر فقط، بل سيمتد ليشمل كافة فئات جماهير البلدين.



ويحيط الترقب والحذر اللقاء الذي يجمع بين الفريقين في الصالة الكبرى (1) باستاد القاهرة الدولي في الثامنة من مساء الجمعة، في قمة تكررت كثيراً في البطولة، إلا أن الظروف الإستثنائية بين البلدين وإقامة المباراة على أرض مصرية ضاعفا من إثارتها وأهميتها لدى جمهور الفريقين.



ولم يخف المنتخب الجزائري رغبته في الهروب من مواجهة نظيره المصري في نصف نهائي البطولة، وهو ما ظهر جلياً في العرض الرائع الذي قدمه الخضر أمام المنتخب التونسي مساء الثلاثاء لمحاولة خطف المركز الأول في المجموعة الرئيسية الأولى وتأجيل مواجهة الفراعنة إلى نهائي البطولة.



ولكن التوانسة تمكنوا من خطف التعادل في المباراة الذي كان كافياً ليضعهم في نزهة أمام الكونجو الديمقراطية في طريقهم إلى نهائي البطولة، ويضع المنتخب الجزائري في مواجهة صعبة أمام الفراعنة.



ورغم أن الفريق الجزائري قدم في مشواره نحو نصف النهائي عروضاً قوية تحت حراسة أمنية مشددة، إلا أنه أصبح عليه الآن مواجهة غريم لن تقبل جماهيره الهزيمة مهما كانت الظروف.



وفيما يلي يستعرض FilGoal.com أهم مواطن خطورة المنتخب الجزائري، وكيف يمكن للمنتخب المصري التصدي لها في مشواره للدفاع عن لقبه الإفريقي.



قد يخطف بيركوس مسعود الظهير الأيسر للمنتخب الجزائري الأنظار كأحد أبرز مواطن خطورة الخضر في لقاءهم المرتقب أمام المنتخب المصري في نصف نهائي بطولة كاس الأمم الإفريقية الـ19 مساء الجمعة، إلا أن الأرقام والمتابعة القريبة يثبتان غير ذلك.



فلا شك أن اللاعب الأسمر حامل القميص رقم 6 كان أحد نقاط التحول الهامة في مباراة الفريق أمام المنتخب التونسي مساء الثلاثاء، بثمانية أهداف كادت أن تمنح فريقه المركز الأول والإبتعاد عن مواجهة المنتخب المصري في نصف النهائي، إلا أن الخطورة الحقيقية للمنتخب الجزائري تكمن في حارس مرماه.



فالحارس كان صاحب الكلمة العليا في المواجهة التي جمعت فريقه بالمنتخب التونسي، بعدما فرض سيطرته الكاملة على اللقاء وأحبط محاولات عمالقة المنتخب التونسي لإختراق مرماه.



وتؤكد إحصاءات الحارس في أبرز مبارياته التي خاضها في البطولة – أمام المنتخب التونسي – قدرته على العالية على التصدي بنجاح للتصويبات البعيدة من على خط التسعة أمتار، إذ تمكن الحارس الجزائري من التصدي لأربع تصويبات من أصل ثماني وجهها لاعبي المنتخب التونسي نحو مرماه.



إلا أن المستوى المرتفع الذي قدمه لاعبي الظهيرين الأيمن والأيسر وهم حسين زكي ومحمد سمير كشك ومحمود زكي وأحمد الأحمر وأبو الفتوح أحمد وحتى حسن يسري في عدة مناسبات طوال مشوار المنتخب المصري في البطولة، يبدو مبشراً بقدراتهم على اختراق حصون الحارس الجزائري.
وتظهر إحصاءات الحارس الجزائري أيضاً أنه أنه لم يتمكن ولو لمرة من التصدي لتصويبات لاعبي الجناح، وهي قد تكون الفرصة التي يجب أن يجيد كريم السعيد أو بلال عواض، وأحمد الأحمر أو أبو الفتوح أحمد أو مصطفى السيد إستغلالها.



ويظهر اسم طاهر لابان، كأحد أبرز الأسماء في كرة اليد الإفريقية، وأحد اهم مفاتيح لعب المنتخب الجزائري، خاصة أنه رغم تسديداته القليلة نسبياً على المرمى إلا أن نسب نجاحه التي وصلت أمام المنتخب التونسي إلى 100% قد تدفع المنتخب المصري لأن يوليه مزيداً من الإهتمام والحذر دفاعياً.



يعتمد المنتخب الجزائري على طريقة الدفاع المتقدم (3-3) وهو ما يضع حدوداً قوية على اهم مفاتيح لعب المنتخب المصري والكامنة في خطه هجومه الخلفي المتمثل في أحمد الأحمر وحسن يسري وحسين زكي.



إلا أن هذه الطريقة في الوقت نفسه تتيح لكل من لاعبي الأجنحة والدائرة حرية أكبر في الحركة، ورغم أن لاعبي الدائرة في المنتخب المصري –هاني الفخراني ومحمد إبراهيم – لم يقدما حتى الآن مستوياتهم المعروفة، فان هذا لا يمنع أن اللاعبين أثبتا قدرتهما على إستعادة مستواهما البارزة في اللحظات الحاسمة.



طريقة الدفاع المتقدم للمنتخب الجزائري ليست فقط فرصة ذهبية للاعبي الدائرة والأحنحة، إلا أنها قد توفر للفراعنة أيضاً إستغلالاً أمثل لأحد أخطر أوراقه في الأعوام الأخيرة ... حسن يسري.



يملك صانع ألعاب المنتخب المصري ونادي الزمالك قدرات عالية على إختراق صفوف المدافعين، وهي الموهبة التي لم يتمكن من إستغلالها على الوجه الأمثل أمام الفرق التي تتبع طرق دفاعية ثابته على خط الستة أمتار.



وقد تكون طريقة دفاع المنتخب الجزائري المتقدمه هي الوسيلة المثلى ليسري ليتحرك بحرية وراحة أكبر في اللقاء.



خلال مشوار الخضر في البطولة، افتقدت تصويبات المنتخب الجزائري على مرمى منافسيه من هجمات منظمة إلى الدقة والتركيز في بعض الأحيان، وهو ما يمنح حراس مرمى المنتخب المصري حمادة النقيب والسيد محمد وهادي رفعت الفرصة لفرض سيطرتهم على مجريات المباراة.



وتنضم نجاحات المنتخب الجزائري في إستغلال الهجمات المرتدة إلى قائمته أبرز مواطن خطورة الفريق الشمال إفريقي، وهو ما يجبر المنتخب المصري على إستعادة النظام في صفوفه سريعاً ليتمكن من إيقاف تلك الهجمات التي صنعت الفارق للمنتخب الجزائري على حساب نظيره التونسي.



وتتركز الهجمات المرتدة للمنتخب التونسي جناحه الأيمن، الذي يتمتع بسرعة فائقة قد لا يجاريه فيها سوى كريم السعيد الجناح الأيسر للمنتخب المصري، وهو من سيتعين عليه إيقاف خطورته.



قد يحتاج المدير الفني للمنتخب المصري إيجاد حلولاً جذرية للثغرة التي كشفتها مباريات الفراعنة في دوري البطولة الأول والرئيسي في قلب دفاعه، وتحديداً ما بين إبراهيم المصري وهاني الفخراني خاصة عند تقدم محمد إبراهيم للدفاع المتقدم، قبل أن ينجح المنتخب الجزائري في استغلال هذه الثغرات التي تفتح المرمى المصري للمنافسين على مصرعيه.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر