الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الزعيم محمد فريد




الزعيم محمد فريد الذي توفي يوم 20 يناير 1868
كان زعيـما سياسيا محنكا حمل هم القضية
خلفــا للزعيم مصطفى كامل
محمد فريد لم يكن مجرد ثري أنفق ما وراءه وأمامه على القضية الوطنية ولأجل مصر بل كان زعيما سياسيا محنكا حمل همّ القضية خلفا للزعيم السابق مصطفى كامل وورث عنه إرث الحزب الوطني وترأسه عقب وفاته عام 1908.
محمد فريد كان يعمل بالنيابة العامة قبل أن يستقيل ويتفرغ للمحاماة قبل أن يتقابل والزعيم مصطفى كامل ويتفرغا للقضية الوطنية.

إن استقلال البلاد عن المحتل الإنجليزي وتأسيس دستور مصري كان أكثر ما أرقا الزعيم الراحل حتى مماته، ففي سبيل تأسيس دستور جديد للبلاد قام بعمل صيغة موحدة للدستور المصري، وطبع منها عدة نسخ، وجمع 45 ألف توقيع موافق على هذه الصيغة وذهب بها إلى الخديوي للتصديق عليها.

ولنحاول النظر سويا بعد مرور عقود عديدة على هذه المحاولات الجاهدة للوصول لدستور سليم معافى ما زال الجدل سائرا ودائرا حول حاجة مصر إلى دستور جديد خالٍ من العيوب والتلفيات التي أحدثتها به مستجدات العصر، ولكن لم يجد في عصرنا محمد فريد استطاع أن يجمع كلمة المصريين حول صيغة موحدة له إلى الآن حيث إن لكلٍّ رؤيته الخاصة في تعديل الدستور أو إبقائه كما هو دون تعديل.

الزعيم محمد فريد استمات أيضا من أجل تحقيق الاستقلال وفي سبيل هذا الشأن قام بـ:
1- حاول أن يسوّق قضيته للغرب بشكل سياسي ذكي، فعقد على سبيل المثال مؤتمرا في بروكسل عام 1909 لشرح حق مصر في الحصول على استقلالها وسيادتها على أراضيها، وعرض قضيته بعقل ومنطق، وبعد مرور مائة عام وعام على هذا المؤتمر نجد أن المصريين فقدوا القدرة على إسماع الآخرين صوتهم وباتوا لدى كل أزمة يخاطبون أنفسهم والعرب على أقصى تقدير، فهكذا فشلنا في أزمة الجزائر الأخيرة أن نعرض مشلكتنا وما حدث لنا على الغرب، وبتنا نهلّل في الفضائيات دون فائدة حقيقية، وكانت النتيجة أن وضح الصوت الجزائري كصوت المظلوم المقهور.

2- بدأ بنفسه، وبدأ بالإصلاح من القاعدة من أجل تحقيق الاستقلال، وذلك عن طريق تعليم الشعب المصري، فأخذ في إنشاء المدارس الليلية التي تعلم المصريين وتوعّيهم بحقوقهم، أما الآن فالمصريون وبشهادة الكثيرين يعانون من جهل سياسي بحقوقهم أو ربما فتور وعدم رغبة في الحصول على هذه الحقوق، وتبدل الاستعمار السياسي بآخر اقتصادي فشل في مواجهته النضال الشعبي (المقاطعة) أو النضال الحكومي (المحاولات الإنتاجية المحلية لبعض السلع الضرورية وهي للأسف كانت أيضا محاولات فاشلة أو على الأقل لم تلقَ الرواج المطلوب).

أخيرا وليس آخرا حوكم محمد فريد بسبب مقدمته لديوانه الشعري المعنون بأثر الشعر في تربية الأمم، والتي قال فيها: قد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد إماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح على وضع قصائد المدح البارد والإطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء، وابتعادهم عن كل ما يربي النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال... وسافر بعدها لباريس ونصحه أصدقاؤه بعدم العودة؛ نظرا لعزم الحكومة على محاكمته، فاستمع إليهم قبل أن تترجاه ابنته أن يعود ويُسجن بشرف فعاد وسُجن ستة أشهر، عاد بعدها إلى الخارج ومات في منفاه فقيرا معدما بعدما كان من أثرى أثرياء مصر.

الوجه المشترك في تلك النهاية المأساوية لزعيم في الماضي وزعماء الحاضر هي تلك النهايات المأساوية التي يؤول إليها الحال، فهكذا انتهى الحال باللواء محمد نجيب قائد الثورة المصرية فقيرا، وانتهى الحال أيضا بابنته التي كانت تتسول على شاشات التليفزيون للحصول على شقة تعيش فيها وأسرتها، بعد أن حاولت مرات ومرات أنها لا يمكنها أن تقيم بمحطة المترو التي كرمت بها الحكومة هذا الرمز الثوري.

رحم الله زعيما عاش ثريا بأمواله ومات غنيا بحب الناس واحترامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر