الأربعاء، 24 مارس 2010

يعنى إيه «شاب مكافح»؟.. يعنى بكالوريوس تجارة وتشتغل حفار


بعد تخرجه فى كلية التجارة جامعة المنوفية بتقدير جيد، لم يبذل جمعة عبدالسلام جهداً كبيراً فى البحث عن فرصة عمل تناسب مؤهله، لأنه يعرف تماماً أن شهادة تخرجه هى مجرد ورقة سيحتفظ بها وسط أوراق أخرى، وأن اتجاهه إلى سوق العمل يتوقف على قوته البدنية خاصة مع المهنة التى اختارها، جمعة اختار أن يعمل فى حفر آبار مياه الشرب والصرف الصحى، وهى المهنة التى لا تتطلب من صاحبها أن يعرف القراءة والكتابة.

من إحدى قرى محافظة المنوفية، سافر جمعة إلى قرية الرهاوى فى محافظة أكتوبر، حيث يشتهر أهل هذه القرية بالعمل فى حفر آبار مياه الشرب والصرف الصحى وعمل معهم دون أن يلتفت إلى نظرة الناس إليه: «عامل حفر مش كلمة عيب ولا شتيمة، دى شغلانة شريفة وبالعكس دى متعبة أكتر من أى شغلانة تانية، بس ليها عائد مادى كويس، العامل مننا بياخد يومية ممكن توصل لـ١٠٠ جنيه وأكتر، بس نبدأ شغل الساعة ٧ الصبح ونخلص ٧ بالليل، ولازم نكون مركزين واحنا شغالين، لأن أى غلطة ممكن ترمينا فى البير اللى بنحفره».

خطورة العمل فى حفر الآبار يعانيها كثير من سكان قرية «الرهاوى»، وتظهر على عشرات العمال الذين أصيبوا بإعاقات شديدة، منهم من بتر الحفر ساقه أو ذراعه، بخلاف الذين ماتوا غرقاً أو صعقاً بالكهرباء أثناء عملية الحفر،

ومع ذلك لا يفكر «جمعة» فى ترك هذه المهنة ولا يحزن كثيراً لأن ١٥ عاماً من التعليم ضاعت هباء: «أنا كويس كده، وشغلى ده أحسن من إنى أمد إيدى لأبويا وآخد المصروف زى إخواتى البنات، يعنى يا اشتغل ١٢ ساعة يومياً فى شغلانة مش بتاعتى، يا أشتغل بمؤهلى وصاحب الشغل يذلنى ويبهدلنى وفى الآخر يدينى ٥٠٠ جنيه ويتخصم منهم كمان،

وممكن فى الآخر يمشينى من الشغل حسب مزاجه، وصحيح العامل مننا ملهوش تأمين وتعتبر مهنة مالهاش مستقبل بس ربنا يستر، ومفيش حاجة مضمونة فى البلد دى دلوقتى، وأهه كله على الله».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر