الاثنين، 1 مارس 2010

عباس باشا الأوائل



عباس باشا الأول

1813 - 13 يوليو 1854

حاكم مصر بين عامي 1848 - 1854. ويصح اعتبار عهده عهد رجعية، ففيه وقفت حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا.

ولي الحكم بعد وفاة عمه إبراهيم باشا وذلك في حياة محمد علي باشا، وهو ابن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا، لم يرث عن جده مواهبه وعبقريته، ولم يشبه عمه إبراهيم في عظمته وبطولته، بل كان قبل ولايته الحكم وبعد أن تولاه خلوا من المزايا والصفات التي تجعل منه ملكاً عظيماً يضطلع بأعباء الحكم ويسلك البلاد سبيل التقدم والنهضة.

ولد في جدة بعام 1813 ثم انتقل لاحقا إلى القاهرة، بذل جده محمد علي شيئاً من العناية في تعويده ولاية الحكم إذ كان أكبر أفراد الأسرة العلوية سناً وبالتالي أحقهم بولاية الحكم بعد عمه إبراهيم باشا، فعهد إليه بالمناصب الإدارية والحربية. فتقلد من المناصب الإدارية منصب مدير الغربية، ثم منصب الكتخدائية التي كانت بمنزلة رآسة الناظر. ولم يكن في إدارته مثلاً للحاكم البار بل كان له من التصرفات ما ينم عن القسوة وكان يبلغ جده نبأ بعض هذه التصرفات فينهاه عنها ويحذره من عواقبها ولكن طبيعته كانت تتغلب على نصائح جده وأوامره.

ومن الوجهة الحربية فقد اشترك مع عمه إبراهيم باشا في الحرب السورية، وقاد فيها إحدى الفيالق، ولكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة الممتازة.

وبالتالي لم تكن له ميزة تلفت النظر، سوى أنه حفيد رجل عظيم أسس ملكاً كبيراً فصار إليه هذا الملك، دون أن تؤول إليه مواهب مؤسسة، فكان شأنه شأن الوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره وتركها لمن هو خلو من المواهب والمزايا. وكان إبراهيم باشا لا يرضيه منه سلوكه وميله إلى القسوة وكثيراً ما نقم عليه نزعته إلى إرهاق الآهلين، حتى أضطره إلى الهجرة للحجاز وبقى هناك إلى أن داهم الموت عمه إبراهيم. وأشهر أبناءه هو الامير عمر أغا الذي أسس محافظة البحيرة وكان حاكما للبحيرة هو وأفراد أسرته علي مر التاريخ حتي قيام الثورة والذي استقرت عائلته بكوم حمادة وهي تعتبر عائلته في البحيرة الآن حسب الجهاز المركزي للمحاسبات المصري أكبر عائلة في مصر تعدادا حيث يصل عددها لأكثر من 17000 ألف فرد

عن فترة حكمه

بقي الحكم خمس سنوات ونصفاً، وكان يبدو في خلالها غريب الأطوار، شاذاً في حياته، كثير التطير، فيه ميل إلي القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثير ما يأوي إلى العزلة، ويحتجب بين جدران قصوره. وكان يتخير لبنائها الجهات الموغلة في الصحراء أو البعيدة عن الأنس، ففيما عدا سراي الخرنفش وسراي الحلمية بالقاهرة. وقد بني قصراً فخما بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة سميت من ذلك الحين باسمه، وكانت في ذالك الوقت في جوف الصحراء، وقد شاهد الميسو فرديناند دي لسبس هذا القصر سنة 1855 فراعته وضخامته وذكر أن نوافذه بلغت 2000 نافذة، وهذا وحده يعطينا فكرة عن عظمة القصر وإتساعه، فكأنه بني لنفسه مدينة في الصحراء، كما بني قصراً أخر نائياً في الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ولا تزال أثاره باقية إلى اليوم. وقصر بالعطف [1]، كما بني قصراً في بنها على ضفاف النيل بعيداً عن المدينة، وهو القصر الذي قتل فيه.

و قد أساء الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد علي باشا وإبراهيم باشا وخيل له الوهم أنهم يتآمرون به فأساء معاملتهم وخشي الكثير منهم على حياتهم فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا خوفا من بطشه واشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه. وبلغ به حقده على من يستهدفون لغضبه إنه حاول قتل عمته الأميرة نازلي هانم، وإشتدت العداوة بينهما حتى هاجرت إلى الأستانة خوفا من بطشه.

وقد سعي في أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل إبنه إلهامي باشا خليفته في الحكم بدلا من عمه سعيد باشا ولكنه لم يفلح في مسعاه ونقم على سعيد الذي كان بحكم سنه ولياً للعهد واتهمه بالتآمر عليه، وإشتدت بينهم العداوة حتى أضطره إن يلزم الإسكندرية وأقام هناك بسراي ألق باري.

وإنتشرت الجاسوسية في عهده إنتشاراً مخيفاً فصار الرجل لا يأمن على نفسه من صاحبه وصديقه، وكان من يغضب عليه ينفيه إلى السودان ويصادر أملاكه. وكان نفي المغضوب عليهم إلى أقصى السودان من الأمور المألوفة في ذلك العصر. وكان مولعاً بركوبة الخيل والهجن يقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء، وله ولع شديد باقتناء الجياد الكريمة حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعني بتربيتها عناية كبرى، وبني لها الاصطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل.

سياسته العامة

يختلف عهده عن عصر محمد علي، فان حركة النهضة والتقدم والنشاط التي إمتاز بها هذا العصر قد تراجعت في عهده، وهناك ظاهرة أخرى للفرق بين العهدين، إذ أن محمد علي كان يستعين بذوي العلم والخبرة من الفرنسيين في معظم مشاريع الإصلاح لكنه لكونه لم يفكر في تعهد هذه الإصلاحات قام بإقصاء معظم هؤلاء الخبراء وإستغني عنهم، وقد تضائل النفوذ الفرنسي في عهده ولم يعد إلى الظهور إلا في عهد سعيد باشا، ومن هنا نعرف سبباً لتحامل كثير من المؤرخين والمؤلفين الفرنسيين عليه فانه وإن كانت أعماله لا تدعو إلى الإطراء لكنا نعتقد أن إحكام الفرنسيين عليه لا تخلو من التحامل لتأثرهم من تضاؤل النفوذ الفرنسي في عهده، ومن أجل ذلك نراهم يكيلون المدح لسعيد باشا وهذا راجح إلى ميوله الفرنسية وعودة النفوذ الفرنسي إلى مصر في عهده على يد المسيو فرديناند دي لسبس وأمثاله ممن اتخذهم سعيد بطانته وأولياءه. [بحاجة لمصدر]

وعلى العكس من انحسار النفوذ الفرنسي فقد بدأ النفوذ الإنجليزي في عهده علي يد مستر مري القنصل البريطاني في مصر، فقد كان له عليه تأثير كبير وله عنده كلمة مسموعة. ولا يعرف السبب الحقيقي لهذه المنزلة سوي أنه نتيجة المصادفة، فان الملوك والأمراء المستبدين ليس لهم قاعدة مستقرة ولا تصدر أعمالهم عن برنامج أو تفكير، بل يتبعون الهوى في كثير من أعمالهم، وقد يكون لكفاءة المستر مري دخل فيما ناله عنده من النفوذ، وقيل إنه كان يستعين به في السعي لدى حكومة الأستانة بواسطة سفير إنجلترا لتغيير نظام وراثته العرش كي يؤول إلى ابنه إلهامي، وفي رواية أخرى إنه كان يستعين به وبالحكومة الإنجليزية ليمنع تدخل الأستانة في شئون مصر، إذ كانت تريد تطبيق القانون الأساسي المعروف بالتنظيمات على مصر.

علاقاته بالحركة الوهابية

كان مؤيدا للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد قام بتهريب أحد أبناء الشيخ محمد أثناء وجوده في السجون المصرية بعد أسره في المعركة التي خاضها إبراهيم باشا مع الحركة الوهابية. وقام بتنفيذ نظام الحسبة في مصر، فكانت الشرطة تتطوف بالناس في الأسواق أثناء الصلاة لتغلق المحال وكانوا يستعملون السياط لمن لا يغلق محله أثناء الصلاة.

زوجاته وأبنائه

  • ماهوش قادين أنجب منها : الأمير إبراهيم الهامي باشا.
  • شازدل قادين الجركسية أنجب منها : الأمير مصطفى - الأميرة حواء.
  • هواية قادين أنجب منها : الأمير محمد صديق - الأميرة عائشة.
  • همدم قادين برلانته هانم أنجب منها الأمير عمر باشا والذي حكم البحيرة هو أفراد أسرته وعرف بالأمير عمر أغا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر