الجمعة، 9 أبريل 2010

أمة في خطر


بقلم: نشأت الديهي
"كاتب وأديب"
في أمريكا صدر كتاب "أمة في خطر" حيث الخوف والفزع من انهيار نظام التعليم وتراجع مستوي الخريج الأمريكي بما لا يحقق طموحات الأمة الأمريكية ونحن في مصر لا يعيبنا أن نصرخ من الأعماق ونقول: "نحن أيضا أمة في خطر" كمصير محتوم مضت كل المحاولات الإصلاحية للتعليم المصري اختلفت الرؤي وتعددت الآراء وعلت الأصوات وذهب الناس مذاهب شتي في كيفية تعليم أبنائهم. نظريات محدبة وأخري مقعرة بينهما عشرات النظريات تحاول كل واحدة أن تثبت خطأ الأخري. لقد مررنا بتجارب ومحاولات أظنها جميعا باءت بالفشل وكان هذا الفشل مزركشا بجميع ألوان الطيف لذا لا نستطيع أن نحدد له لوناً بعينه لكنه في الغالب يميل إلي السواد تارة وإلي الزرقة تارة أخري. المنتج النهائي لصناعة التعليم دون المستوي قولاً واحدا. الجميع دون استثناء غير راض عن مستوي جودة التعليم! والحكاية لا تحتاج إلي رأي ورأي معارض الحكاية واضحة وضوح الشمس. فمستوي أبنائنا خريجي منظومة التعليم لا يسر سوي الأعداء. وهذا الانتاج الضعيف يمثل مدخلا جديدا لعمليات تنموية أخري ومنها التعليم ذاته. فالطبيب والمهندس والمحاسب والمبرمج والمحامي والصحفي والمعلم تخرجوا في الجامعة ومستواهم دون المستوي والتحق هؤلاء بمؤسسات تشغيلية وانتاجية جديدة فماذا ننتظر منهم إلا ما نراه الآن فالمقدمات الضعيفة حتما ستؤدي إلي نتائج ضعيفة. وندور في دائرة مفرغة وخبيثة فضعف مستوي التعليم يخرج معلما ضعيفا والمعلم الضعيف سيخرج أجيالا أضعف منه وهكذا تسير الأمور ونحن نلعن حظنا ونلعن حكوماتنا ولكن أبدا لا نلعن أنفسنا. ولا نراجع أنفسنا!! لقد ضيعنا وقتا طويلا ومازلنا في توصيف مشاكل التعليم وضيعنا وقتا أطول في وصف جرعات العلاج ووصفات الدواء. ضيعنا وقتا طويلا في الوقوف طوابير أمام كل وزير جديد لنسمع نظريات ونظريات. فهناك نظرية التوسع في التعليم الفني ونظرية التوسع في التعليم الجامعي ونظريتا "ربط" ثم "فك" التعليم بسوق العمل ثم جاءت فكرة الغاء السنة السادسة من مرحلة التعليم الابتدائي لتحقيق نقلة نوعية هائلة في جودة ومستوي التعليم لكن فجأة ودون مقدمات تم الغاء الالغاء ذاته وعودة السنة السادسة من جديد لتحقيق نفس النقلة النوعية الهائلة في جودة ومستوي التعليم!
والآن جاء وزير تعليم يبدو انه من طراز مختلف إلي حد كبير. أحمد زكي بدر وزير قوي لديه رؤية إصلاحية شاملة يعلم علي وجه التحديد أين تكمن مواطن الداء. يعلم كذلك ما هو الدواء.. لذلك يبدو أن هذا الرجل سيفعلها هذه المرة.
لكن هل ينجح الوزير بمفرده؟ لابد أن يشارك الجميع مشاركة إيجابية كي ننتشل التعليم من عثراته العديدة. بقي في نهاية هذا المقال أن أطالب الوزير أحمد زكي بدر بضرورة الاهتمام باللغة العربية والتاريخ والرياضيات والعلوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر