قالت والدة القتيل المصرى فى لبنان إن قضية الاغتصاب التى تم اتهام ابنها فيها من قبل السلطات اللبنانية «ملفقة»، موضحة أن القضية تتعلق باغتصاب فتاة عمرها ١٥ عاما، وهى شقيقة الفتاة التى كان يريد الضحية الزواج منها، مؤكدة أن والدة الفتاتين كانت تنوى الذهاب إلى قاضى التحقيقات للتنازل عن القضية بعد علمها أن ابنتها كذبت فى محضر الشرطة.
وأضافت الأم فى اتصال هاتفى مع «المصرى اليوم»: «لم أر (محمد) منذ سفرى إلى لبنان سوى ٤ مرات فقط، وبعد موافقة زوجى اللبنانى ذهبت إلى القاهرة لإحضار ابنى، وعدت إلى منطقة الجمالية وقمت بإنهاء أوراق سفره إلى سوريا تمهيدا لحصولى على (فيزا) بدخوله إلى لبنان، لكنى فوجئت به يدخل إلى هذا البلد وأخبرنى أنه استطاع دفع مبلغ مالى على الحدود ودخول لبنان». وتابعت الأم، وهى مصرية: يوم الحادث كنت بمنزل ابنتى بقرية «كترمايا»، وعلمت بتفاصيل الواقعة ولم أستطع النزول إلى الشارع خوفا من بطش الأهالى والاعتداء علىّ، وظللت محتجزة لمدة ١٠ ساعات داخل المنزل وأنا أسمع بالخارج أصوات الأهالى بالخارج وهم يرددون «اقتلوا المصرى.. ده خائن»، وبعد هدوء الوضع وعلمى أن قوات الجيش خلصت الجثة من أيدى الأهالى استأجرت سيارة نقل وقمت بنقل أمتعتى والهروب إلى بلدة تبعد ١٥٠ كيلو عن منطقة الحادث. وأكدت أنها لم تلتق أياً من مسؤولى السفارة المصرية حتى الآن، مستطردة: لكنهم اتصلوا بى هاتفيا فقط وأخبرتهم أن الأسرة فى مصر تريد نقل الجثة إلى القاهرة لدفنها هناك، وطلبت منهم توكيل محام للدفاع عن حق ابنى فى القضية لأننى لا أمتلك أموالا بعد احتراق منزلى ومصنعى الأسبوع الماضى فى حريق «قضاءً وقدراً». وأوضحت الأم أن لديها ٤ أبناء من زوجها اللبنانى يحملون الجنسية اللبنانية، وجميع علاقاتها وتعاملاتها جيدة مع الشعب اللبنانى، خاصة أنها مقيمة فى البلد منذ أكثر من ٣٠ سنة، منوهة بأن «العجوز الذى تم اتهام ابنى بقتله، هو جارنا منذ سنوات عديدة»، وأن «محمد» بعد حضوره إلى لبنان تعرف عليه وكان دائم مساعدته وإحضار متطلباته من الخارج، خاصة أن العجوز لا يستطيع الخروج لكبر سنه. وحول الفتاة وقصة الحب التى ارتبط بها ابنها، قالت إنه أخبرها منذ شهر تقريبا أنه مرتبط مع فتاة جارتنا بقصة حب وأنه طلب منها الذهاب إلى أهلها للزواج منها، لكننا علمنا بعدها أن الفتاة تعرضت لظروف ومشاكل خاصة، لكن ابنى أصر على الزواج منها، وعندما ذهبنا إلى منزلهم فوجئنا بالفتاة ترفض الزواج فى الوقت الحالى بسبب حالتها النفسية السيئة، وطلبت التأجيل لفترة حتى يتم الانتهاء من آثار هذه المشاكل. |
استنكرت أسرة وأهالى «قتيل لبنان» الاتهامات التى وجهت إليه، مرددين: «حتى لو كان هو القاتل الحقيقى للأسرة اللبنانية ما يتعملش فيه كده»، وانهمر أقاربه وجيرانه فى البكاء عندما تحدثنا معهم، وتبين أن القتيل سافر بصحبة شقيقته وأمه إلى لبنان منذ ٤ شهور للبحث عن فرصة عمل، وقال أحد أقاربه إن الضحية متزوج منذ ٤ سنوات، ولديه طفلة «٣ سنوات»، ولا يمكن أن يغتصب طفلة فى سن ابنته، بينما قال شقيقه إن القتيل كان دائم الشجار وسبق اتهامه فى عدة قضايا، لكن لم يسبق له أن أقدم على القتل.
ردحذفورصدت «المصرى اليوم» منزل القتيل، حيث كان يعيش مع والده وزوجة أبيه و٤ من أشقائه، بالإضافة إلى أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلة. المنزل المكون من طابقين بحارة العطوف فى حى الجمالية، مبنى بالطوب اللبن، وتبدو جدرانه متهالكة تماما. وسادت المنطقة حالة من الصمت، واتشحت النساء بالسواد وامتنع عدد من الجيران عن الحديث.
من خلال السطور التالية، روى أقارب القتيل محمد سليم محمد «٣٨سنة» عامل- الذى اتهم مؤخرا بقتل ٤ أشخاص بقرية كترمايا فى لبنان، قبل أن يقوم أهالى القرية بقتله والتمثيل بجثته- تفاصيل عن حياته:
الأب لم يكن موجودا، وعندما سألنا عنه، قالوا إنه فى قسم الشرطة منذ الساعات الأولى لصباح أمس الأول، حيث يتم استجوابه والحصول منه على معلومات.. وكشفت أسرة محمد أنه كان متزوجا من إحدى جيرانه، ولديه طفلة صغيرة تدعى دعاء «٣ سنوات»، وأنه قبل سفره إلى لبنان بعام طلق زوجته.
قالت عمة الضحية إن والدة القتيل تركته «لحمة حمراء»، وعمره ٤ شهور وانفصلت عن والده وسافرت إلى لبنان للعمل هناك مع إحدى صديقاتها، وأضافت العمة أنها من تولت تربيته، وأنه تعلم حتى الصف الثالث الابتدائى فقط بسبب الظروف المادية، حيث توجه للعمل بورشة حدادة وألومنيوم بالمنطقة لكسب قوت يومه.
وأكدت العمة أن والدة الضحية تركته لمدة ٣٨ عاما دون رؤيته، وعادت فقط منذ ٤ شهور إلى المنطقة وسألت عن ابنها، وعندما التقته طلبت منه الحضور إلى لبنان للعمل معها هناك لتحسين أوضاعه المالية.
وقال عمرو سليم، شقيق الضحية، إن شقيقه لديه ٤ أشقاء من والدته و٤ آخرون من الأم، وأنه منذ ولادته وهو دائم الشجار مع الجيران وسبق اتهامه فى عدد من قضايا المشاجرات ولكنه لم يتهم فى أى قضية قتل. وأضاف أن الضحية اتصل به آخر مرة منذ ٥ أيام فقط قبل مقتله للاطمئنان عليه، وبكى له فى هذه المكالمة، وسأله عن عدم تلقيه أى اتصالات من القاهرة للاطمئنان عليه، وبعدها اتصل بوالده للاطمئنان عليه أيضا. وأضاف: علمنا بالحادث مصادفة من وسائل الإعلام عندما شاهد أحد الجيران صورة القتيل على إحدى القنوات الفضائية، وبعدها أخبرنا بالواقعة.
وتابع: لم يحضر إليهم أى مسؤول من وزارة الخارجية أو الحكومة لإخبارنا بالإجراءات والتحقيقات التى تجرى هناك، وما إذا كان هناك متهمون تم القبض عليهم أم لا، وكل ما هو مطلوب من الحكومة مساعدتنا لإحضار الجثة من هناك، خاصة أن تكلفة إحضارها تصل إلى ٨٠ ألف جنيه ولا نستطيع تحملها، وأيضا اهتمام المسؤولين بمواصلة التحقيقات وتقديم المتهمين للعدالة.
وتساءلت إحدى قريبات القتيل، بعد أن طلبت عدم ذكر اسمها أو إظهار صورتها: «لو هو القاتل ومسجل خطر زى ما بيقولوا ليه خرجوه من البلد؟!». وأضافت: «لو هو القاتل الحقيقى الحكومة تحاسبه وتعدمه مش تخلى الأهالى تقطع جسمه».
وأمام المنزل المكون من طابقين، احتشد عدد من الجيران وجلست سيدتان فقط على كراسى العزاء، وقالت إحداهما إن القتيل كان يتمتع بسمعه طيبة بين أسرته وأهل الحارة، بينما أكد آخرون أنه سبق اتهامه فى عدد من القضايا، ولكنهم استنكروا «الأفعال الهمجية» من أهالى القرية اللبنانية، وطالبوا بمحاكمتهم ورددوا «إحنا مش عايشين فى غابة».
وحاولت «المصرى اليوم» الوصول إلى والد القتيل داخل القسم ولم يتم العثور عليه.
علماء الأزهر: لا يجوز التمثيل بجثث الموتى ونطالب بـ«القصاص» من القتلة
ردحذفأعلن عدد من علماء الأزهر رفضهم الشديد لجريمة التمثيل بجثة المواطن المصرى فى بلدة «كترمايا» فى لبنان، مؤكدين أن هذه الجريمة لا تتفق مع الشرائع السماوية، وهى محرمة بكل الأحوال وتستدعى تطبيق حد «القصاص» على من ارتكبها.
وأكد الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان السابق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك التزاماً دينياً لا خلاف عليه بالنهى عن «التمثيل بالجثث»، احتراماً لكرامة الحياة وحكمة الموت، مشدداً على أن الإسلام حرم قطعياً التمثيل بجثث الموتى.
وقال أبوالمجد: «إن الدولة فى عصرنا الحديث هى المكلفة بالقصاص، وهو عملية منظمة لا يمكن أن يتم تنفيذها بصورة عشوائية»، مشيراً إلى أنه لو ترك الأمر على حاله لاستمر الانتقام يقابله انتقام ورد فعل، ولأدى ذلك إلى انتشار الفوضى والظلم فى المجتمع. وأضاف أن أمر القصاص متروك للدولة، وبالتالى فإن من تورط فى أى عمل من أعمال الانتقام يعتبر خارجاً عن آداب الإسلام.
وطالبت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، بضرورة «القصاص» ممن ارتكبوا جريمة التمثيل بجثة الشاب المصرى فى لبنان، مؤكدة أن النبى «صلى الله عليه وسلم» حرم التمثيل حتى بـ«جثة الكلب العقور» فى قوله (إياكم والتمثيل بالجثة حتى وإن كان الكلب العقور).
شكرا للأستاذ سيد على المتابعة الشاملة للموضوع فما حدث غاية في البشاعة وأدنى وأحط مما كان يحدث في العصور الوسطى وخاصة أن المتهم كان ما زال رهن التحقيق ولم يصدر حكم نهائي يبين غذا كان هو مرتكب الجريمة أم لا ، وحتى ولو كان هو مرتكب الجريمة فيجب أن يأخذ جزاءه بالقانون وليس بهذه الطريقة البشعة التي تتنافى مع الأخلاق والدين
ردحذف