الأحد، 2 مايو 2010

أشرف الزهوى يكتب: خـداع النصر هو مرض العصر

الشعور بالانتصار يملأ النفس زهوا وهذه من طبائع البشر، وهناك فى مملكة الحيوان من يرتبط غريزيا بمعركة حامية الوطيس مع غريمه ليفوز ومن ينتصر منهما يظفر بالزواج من الأنثى!!.

ولكن هناك نصر زائف كما عبر عنه الشاعر / نصار عبدالله فى قصيدة التيس والتى يقول فيها : يـــومــــا مــا

وقف التيس يحدق فى المرأة
فرأى التيس يحدق فى المرأة
هــــــــز التيس الرأس
فهـــــــز التيس الرأس
ظن التيس بأن التيس الآخر يتحداه
ثار وهب وســــــــــــــب أباه
فثار التيس وهب وسب أبــــاه
نطح التيس التيس فانخلع القرن وُشج الرأس
وقف التيس يحدق فى اللاشئ... فرأى لاشئ
تمتم .... لا بأس
قد فر التيس الرعديد
أمام التيس الصنديد.. لا بأس
حتى لو خُلع القرن وشُــج الرأس
يــأكل تــيــــــوس العصر
هــــــــــــــذا ثمن النــــصــر

والحقيقة أن خداع النصر أصبح هو مرض العصر فالموظف الذى يؤدى نصف ساعة عمل فى اليوم يظن أنه يعمل فوق طاقته؛ واللاعب الذى يحرز هدفا يظن أنه أصبح خليفة بيليه أسطورة كرة القدم وحتى الممثل الناشئ والمطرب الصاعد يشعر بالزهو لمجرد الاستحسان من الآخرين ولو على سبيل المجاملة ومن هنا يضع النصر الزائف صاحبه على سلم الانحدار للهاوية، ولا يسعى لمزيد من الدراسات الجادة لتزداد خبرته إنما يلهث فى أروقة القنوات الفضائية ليتحدث عن انتصاراته ونجاحاته وليرد على المعجبات ويشرح أسباب النجاحات!!.


ولذلك لابد من التأكيد على تربية أولادنا على أساس أن النجاح لايقف عند حد طالما بُنى على أسس مدروسة كما ُتبنى النظريات العلمية، إن شهوة الانتصار والحديث عنه قد بلغت بالبعض إلى أن يعوض عدم وجود بطولات وانتصارات فى حياته بالحديث عن انتصارات فريق لكرة القدم ونجاحه فى التنبؤ بذلك وعلمه مسبقا بالخطة التى وضعها المدرب وهذه من الظواهر الاجتماعية التى تحتاج إلى دراسة وإعادة نظر وأظن أننى لو نجحت فى إقناع جريدتكم فى نشر هذا المقال فسوف أتباهى بذلك وأزهو به طويلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر