الخميس، 17 يونيو 2010

مارجريت تاتشر : المرأة الحديدية



مارغريت هيلدا روبرتس ولدت يوم 13 أكتوبر 1925 في غرانثام ، لينكولنشير ، ابنة البقال. ذهبت إلى جامعة أكسفورد ، ثم أصبحت الصيدلي البحوث ، وأعادت التدريب لتصبح محاميا في عام 1954. في عام 1951 ، تزوجت من رجل أعمال ثري ، دنيس تاتشر ، وانجبت منه طفلين.
ثاتشر أصبحت عضوا في البرلمان عن حزب المحافظين في فينشلي شمال لندن في عام 1959 ، الذي يتولى منصب النائب وحتى عام 1992. أول وظيفة لها كان عضو البرلمان ثم وزير للمعاشات التقاعدية في حكومة هارولد ماكميلان. من 1964 الى 1970 ، عندما كان حزب العمل في السلطة ، وعملت في عدد من المناصب في ادوارد هيث في حكومة الظل. هيث أصبح رئيسا للوزراء في عام 1970 وتاتشر عين سكرتيرا للتعليم.
بعد أن هزم المحافظون في عام 1974 ، وتحدي تاتشر لهيث من أجل قيادة الحزب ومما يثير استغراب الكثيرين ، فوزها , في انتخابات 1979 الجمعية ، وصول المحافظين الى السلطة وتاتشر اصبح رئيسا للوزراء.
دافعت عن خصخصة الصناعات المملوكة للدولة والمرافق العامة ، وإصلاح النقابات العمالية ، وتخفيض الضرائب وتقليص النفقات الاجتماعية في جميع المجالات ، سياسات تاتشر نجحت في الحد من التضخم ، ولكن سببت البطالة بنسبة كبيرة.
تاتشر اثناء حكمها كانت «انشط رئيسة وزراء بريطانية، وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة تتعلق ببريطانيا، وفي اغلب ما حدث في العالم خلال فترة الثمانينات».
ولاية تاتشر التي استمرت احد عشر عاما كرئيسة للوزراء اتسمت بأعنف الهجومات والتحليلات الساخنة من قبل المعلقين والصحافيين الاختصاصيين. وحتى بعد أن أطيح بها قبل ثلاثة عشر عاما، لم يتوقف سيل المذكرات واليوميات والشهادات التي تعرض على شاشات التلفزيون الانجليزي من قبل زملائها وأصدقائها ومستشاريها وغرمائها، إضافة إلى تلك التي تكتب عن الحكومة البريطانية أثناء فترة رئاستها.
طموح تاتشر كان نبيلا لقلب عقود من الاخفاق الاقتصادي والتراجع العالمي. ففي مقابلة اجريت معها عام 1984، قالت تاتشر بأنها تريد ان تغير البلد من «مجتمع اتكالي الى مجتمع يعتمد على نفسه من اجل النهوض والمضي، بدلا من بريطانيا تجلس وتنتظر». ألا تستحق هذه الكلمات أن ننحني لصاحبتها ونقبل جبهتا إفتخارا" بهكذا إمرأة ؟؟؟
حققت تاتشر كثيرا" من النجاحات في ما قالت. فمن خلال كبح جماح سلطة الاتحادات والنقابات جددت حكم القانون. ومن خلال خصخصة المصانع والمؤسسات استطاعت ان تحد من تطاول الدولة، ومن خلال اعادة تنظيم الاقتصاد وتخفيض الضرائب، حسنت من عملية التنافس ومن خلال اعادة اخضاع جزر فوكلاند جددت من موقع بريطانيا في العالم. وبشراكتها الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان استطاعت الوقوف بقوة ضد المعسكر الاشتراكي، وبالتالي عجلت بسقوط الاتحاد السوفيتي.
وها هو يعترف كامبل ان تاتشر غيرت بريطانيا وقلبتها بشكل تتعذر فيه العودة الى سابق عهدها. لقد غيرتها في اساليب لم تزل شواهدها قائمة حتى الآن، وان ميراثها بقي من دون مساس وسمع عن سياستها في بلدان اخرى، وبأنها المرأة التي تهز المجتمع الراكد.
امام كل هذه الإنجارات من قبل المرأة الحديدية لن ننسى الإنتقادات اللاذعة التي تعرضت لها أثناء وبعد فترة رئاستها للوزراء وعموما" ساءت العدالة في عهدها، والفقراء أصبحوا أكثر فقرا"، وتآكل التضامن الاجتماعي جراء ثقافة المادة التي تتعارض وقيم المحافظة، بيد انه ومع كل ذلك حفلت شخصية تاتشر بتناقضات ظاهرية في أسلوب قيادتها. وكما يقول الكاتب كامبل ان تاتشر كانت «أكثر الشخصيات الشعبية التي حازت الإعجاب والكراهية، الحب والذم في النصف الثاني من القرن العشرين» لقد فازت بثلاثة انتخابات وكانت المعارضة المقسمة السبب في ذلك، وكانت غير محبوبة لفترة طويلة من الزمن، رغم أن السياسات البرغماتية التي اتبعتها كانت محل رضا. أيضا"كانت تتسم بالفردية أثناء حكمها، وان لا شيء يمكن أن يوقف اندفاعها وعموما" يمكن أن نقول أنها خلفت لحزبها بشكل خاص «إرثا مسمما"» مع اقتصاد يسرع نحو الركود وخدمات اجتماعية متدنية وحزب مقسم حول موقفه من أوروبا، وكان لتدخلاتها في التسعينات إن وسعت من هوة الانقسامات، محطمة أمل حزب المحافظين بالعودة الى السلطة مجددا لفترة جيل كامل، مخلفة وراءها توني بلير يهيمن على الساحة السياسية، كما فعلت من قبل حينما كانت في قمة السلطة.إلا أنها وفي كل الأحوال تستحق الإنحناء لأفكارها الخلاقة والإقتداء بها ..
هذه هي أهم إنجازات تاتشر وأهم الإنتقادات التي وجهت لأسلوب حكمها وتحكمهاأرجو الله أن أكون وفقت فيما قدمته لكم عنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر