السبت، 17 يوليو 2010

النموذج التركى أفضل الحلول

الإيكونومست: النموذج التركي أفضل الحلول أمام النظام المصري لتجاوز أزماته

- نشرت مجلة "الإيكونومست" البريطانية تقريراً مطولاً تناولت فيه بالتفصيل حالة الحراك السياسي التي تشهدها الساحة المصرية وتأثيرها على
النظام الحاكم الذي يحكم البلد منذ نحو 60 عاماً، ورسمت المجلة ثلاثة طرق للمستقبل السياسي في مصر هي إما أن تصبح مثل روسيا التي يتولى الحكم فيها رجل قوي من النظام أو أن تسير على خطى النظام الثوري الإيراني ونشاهد موجات من الغضب تجتاح البلاد أو أن تتبع النموذج التركي وتنفتح على العالم وهو أفضل الحلول في نظر كاتب التقرير.
يقول كاتب التقرير "ماكس رودينبيك" بأنه بات من الصعب على من تحط قدماه قاهرة المعز التعرف إذا ما كانت هذه الأوقات هي الأحسن أو الأسوأ، ورصد المعاناة المرورية التي يتذوقها المصريين عندما يعودون من الخارج والضوضاء العالية التي تصم الأذن، إضافة إلى الغلو الديني الذي يغرق فيه المجتمع،مشيراً أن السياح من قدموا إلى مصر قبل 20 سنة من الآن دائماَ ما يتذكرون بشاشة وجوه المصريين، والخدمات التي كانت تقدم بشكل رائع وجودة البضائع والسلع المتنوعة في الأسواق وحقيقة أن كلا الانطباعيين عن القاهرة صحيح.
وتناول التقرير حالة الحراك السياسي الموجود على الساحة الآن والتي طالما كانت مثار سخرية لاذعة أن هناك مرارة جديدة أصابته. يقول ماكس أن شيئا لم يحدث يبين ان مصر بالفعل حدث بها تغيير منذ تولى الرئيس مبارك سدة الحكم منذ 29 عاماً، مشيراً إلى أن تعكر مزاج المصريين جاء نتاج التناقض الحاصل بين الطموحات المتزايدة والصعوبات التي تقف عقبة في طريقها، وكذلك الشعور الغربة التي يعيشها المصريين في بلادهم وترقب عصر باتت نهايته قريبة.
ورأت المجلة البريطانية أن الجيل الحالي قادر على إحداث التغيير لما يتمتع به من اختلافات جذرية ايجابية عن الأجيال السابقة من حيث التعليم والتحضر والتواصل مع الآخرين بسبب ثورة الاتصالات ومن خلال الفضاء الافتراضي ، وأشارت أن هؤلاء الشباب "الطموح" نفذ صبره وبات أكثر حاجة للتغيير بعد الحالة المزرية التي وصلت إلها البلاد من الوحشية والقمع الذي تمارسه قوات الأمن ضد المواطنين وفشل الدولة في توفير الخدمات الاجتماعية لهم مثل المدارس الكريمة والرعاية الصحية والحريات المدنية، وتركيز الدولة على أشياء غير التي يريدها المواطن.
وقال التقرير أن بعض المعلقين المصريين يلحظون تشابه في الأوضاع الآن والأوضاع التي كانت عليها البلاد قيل ثورة يوليو 1952 عندما قام مجموعة من ضباط الجيش بالاستيلاء على الحكم وطرد الملك فاروق، الذي تميزت فترة حكمة بالإضرابات والاغتيالات وأعمال الشغب والدسائس بين الشيوعيين والإخوان المسلمين والملك، وأن مصر رغم أنها كانت مزدهرة اقتصادياً في ذلك الوقت إلا أن الغنائم كانت تذهب لنخبة معينة وهو الأمر الحاصل الآن، وبدا أن السياسيين غبر قادرين على عمل شيء.
وأوضح التقرير أنه مع مرور 60 سنة على ثورة يوليو و أربعة رؤساء في الحكم إلا ان النظام الثوري واحد ربما سمح ببعض التعددية، لكن مازال الفساد منتشراً في جميع نواحي الحياة في مصر فالمدارس والمستشفيات تبدو مجانية إلا أن الواقع يقول إن التعليم والعلاج الجيد يتكلف أموالا كثيرة، والفقراء مازالوا يصطفون من أجل رغيف الخبز.
وينهي الكاتب تقريره بأن الحكومة تخطط لأن تظل في الحكم عن طريق تلك الحكاية التقليدية المعروفة بالانتخابات ومن المحتمل أن يتحقق لها ذلك، وأن تنبؤات التغيير أثبتت أنها خطأ على الدوام، وتواجه البلاد ثلاثة امكانيات رئيسية هي إمكانية الذهاب في الطريق الذي سلكته روسيا وأن يكون الشعب محكوماً من رجل قوي من النظام، وإما السير على خطى النظام الإيراني وهنا ستجتاح البلاد موجات من الغضب ضد النظام ، والطريق الثالث المفرح لكل المعنيين بالأمر وهو إتباع النموذج التركي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر