في الطريق إلي مكة المكرمة وقصدها لأداء مناسك العمرة وعلي مسافة حوالي 14 كيلومتراً من المسجد النبوي الشريف وبعد توديع الرسول صلي الله عليه وسلم والخروج من مدينته المنورة .. علي المعتمرين أن يتوقفوا عند الميقات لنية العمرة .. وهذا الميقات أو مسجد الإحرام هو مسجد " أبيار علي " .
ربما كثيرون يعتقدون ان اسمه يعود إلي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. لكن الحقيقة أن تسميته التاريخيه بهذا الاسم ترجع لأن سلطان دارفور " علي إبن دينار " قام بحفر آبار في تلك المنطقة عندما زار المدينة ورأى الحال المتهالكة للمنطقة .. فسمي المسجد الكريم بهذا الاسم ، وبالمناسبة .. دارفور علي عكس ما يعتقد كثيرون بأنها أرضً جرداء قاحلة في غرب السودان، فقد كانت منذ عام 1898 وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة تحت قيادة علي بن دينار.. وهذا السلطان لما تاخرت مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور ) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال 20 عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلي مكة المكرمة ، وهذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة ، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% .. ويقال أن ما يزيد عن 50 % من سكان دارفوريحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض " دفتي المصحف " .
نعود إلي مسجد أبيار علي .. هذا المسجد يتميز بلونه الأبيض الناصع في كل أركانه .. ويتميز أيضا بمأذنته البيضاء علي الشكل الحلزوني المميز ، ويقوم المعتمرون هناك بالاغتسال وإرتداء ملابس العمرة وينون الاحرام ثم يصلون ركعتين داخل المسجد بنيّة الإحرام ، ثم يرددون دعاء الرسول " اللهم اني نويت أداء العمرة عن نفسي أو عن الشخص الذي ينوي أداء العمرة عنه " .. ثم يقول " اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني " ومنذ هذه اللحظة فعلي المعتمر أن يلتزم بشروط الإحرام وأن يبدأ بالتلبية - أي يقول لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك " ويقال أن صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم أخذوا يلبون في الطريق من أبيار علي إلي المسجد الحرام بمكة المكرمة حتي نزفت حناجرهم دماء من تكرار التلبية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر