السبت، 4 ديسمبر 2010

قطر2022 مغنم أم مغرم




الجميع هذه الأيام كان يتحدث عن استضافة قطر لكأس العالم ، فقبل إعلان الاستضافة كان هناك الداعمين لهذه الفكرة وهناك المعارضين كذلك ، ولكن ما أن أُعلن أن قطر فازت بالاستضافة إلا وهبت وسائل الإعلام العربية والقطرية خصوصاً بالاحتفال بهذا الفتح العظيم وبهذا النصر المبين للأمة العربية و للشرق الأوسط كافّة ، خصوصاً أن التنافس النهائي كان بين أمريكا وقطر وفازت قطر بفارق جيد ، وبما أنني كنت معارضاً لفكرة استضافة قطر إلا أنها أصبحت واقعاً الآن فأود التعليق على بعض الأمور التي خطرت ببالي على شكل نقاط :


1- لاشك أن فوز قطر لاستضافة هذا المحفل العالمي يعتبر نصراً يسجل لصالح قطر ؛ فاستضافة الكأس تعني أكثر من مجرد مباريات لكرة قدم تقام لمدة شهر ثم تنتهي ، بل هي أكثر من ذلك بكثير والدليل على أهميتها نستطيع أن نراه في ارتفاع مستوى تمثيل الوفود في عرض الملفات النهائية ، فالكثير من الرؤساء ورؤساء الوزراء والرموز الوطنية الكبيرة لكل دولة حضروا دعماً لاستضافة كأس العالم لدولتهم ، وهذا كما قلت إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية استضافة هذا الحدث لأي دولة.

2- فوز قطر بالاستضافة لم يأتي عبثاُ بين ليلة وضحاها ، بل أتى نتيجة تخطيط وعمل شاق وإبداع واحترافية في العمل في هذا المجال ، فحتى لو كنت معارضاً للإستضافة فإنه يجب من باب الإنصاف الاعتراف بالجهود القطرية الكبيرة والقوية المبذولة في هذا الباب خلال الفترة السابقة ، وكذلك الجهود التي سوف تبذل في السنوات الاثني عشر القادمة لتجهيز الدولة لاستضافة مثل هذا الحدث الكبير .

3- نأتي الآن للحديث عن الاشكاليات المترتبة على استضافة قطر ، وأكثر ما ذكر في هذا المجال وسبب حساسية عند الكثير هو موضوع اسرائيل وطريقة طرح الملف القطري له ، فالاستعانة بالحمامة البيضاء للسلام التي يتحدث عنها اليهود دائماً وكتابة Jerusalem بدل القدس – وهذا بحد ذاته أعتبره جريمة بحق كل مسلم باستخدام المسمى الاسرائيلي للقدس الذي يعتقدون أنها عاصمتهم وحدهم- والطفل الاسرائيلي الذي يتحدث عن تأهل اسرائيل وحضور الاسرائيليين لتشجيعها وتعرفهم ومخالطتهم للمشجعين العرب في قطر ، ذكر كل هذه الأشياء في التقرير برأيي أنه عار وتزلف مقيت لدولة لم يسبق وأن تأهلت لكأس العالم ، ناهيك عن أول تصريح لأمير قطر بعد فوزها بالاستضافة أنه بإمكان الاسرائيليين المشاركة بالمونديال بحجة فصل السياسة عن الرياضة !! أما من قال لنتمنى فقط أن اسرائيل سوف تزول في ذلك الوقت فهو يستغفل عقولنا ، فاسرائيل واقع موجود الآن وبقوة ولا تشير الدلائل إلى أنه في المدى القريب جداً خلال هذه العشر سنوات أن هذا الكيان سيزول من الوجود فجأة !!

4- الإشكالية الأخرى الكبيرة هي ان صح تسميتها المشاكل الأخلاقية المترتبة على استضافة كأس العالم ، فحضور 400 ألف مشجع لمكان واحد يتطلب توفير كل ما يلزم هؤلاء المشجعين للاستمتاع بكأس العالم ، نتحدث هنا عن كميات الخمور الهائلة التي سوف تستهلك ومظاهر العري التي سوف تظهر مع قدوم مختلف هذه الأطياف ، ناهيك عن ما يسمى بـ " تجارة الهوى " أو الدعارة التي من المعلوم جداً ارتباطها بكأس العالم على مر الأزمان ، فهؤلاء المشجعين يعتبرون أنفسهم في إجازة فسوف يستمتعون بها بكل ما أوتوا من قوة . ففي كأس العالم في ألمانيا أعلنوا أنه حضر 40 ألف داعرة خصيصاً لإمتاع مشجعي المونديال ، العدد ذاته أعلنه الرئيس الجنوب أفريقي في مونديال 2010 وحثهم على استخدام الواقيات تجنباً لانتشار الايدز المنتشر أصلاً في بلاده . إذا كان هذا الحل الوحيد الذي خرجت به حكومة جنوب أفريقيا فإنني أتطلع للحل الذي سوف تخرج به حكومة قطر لحل مثل هذه المشاكل !!

5- في النهاية سوف أتحدث عن التأثير الاقتصادي ، فلا شك أن اقامة كأس العالم يتطلب بناء بنية تحتية قوية في كافة المجالات سوف يستفيد منها الشعب القطري قبل وبعد البطولة ، وسوف تكون قطر وجهة للكثير من الشركات والتجار حول العالم للاستثمار بها وهذا لا شك سوف يؤدي لانعاش الاقتصاد في البلد ، التساؤل الذي أطرحه الآن ما تأثير هذا على المواطن القطري العادي ؟ وهل سوف تقام كل هذه النهضة على أكتاف العمالات والكفاءات الذين سيتوافدون بالآف أم على أكتاف أبناء قطر ؟!


نهاية كما أن الاخوة القطريين سيبدأون بإنشاء البنية التحتية ، فإني أتمنى أن يبدؤوا كذلك بإنشاء منتخب "وطني" قوي وجيل من الشباب القطري المحترف يشرفون دولتهم في المقعد المضمون لهم في كأس العالم ، وأن لا يبدؤوا عملية التجنيس قبله بسنة لاستقطاب لاعبين أجانب حتى أسمائهم لا تهضم في منتخب وطني عربي !!


المصدر


المقال وصلني على الفيس بوك واحببت نشره لأنه فعلا مفيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر