السبت، 18 ديسمبر 2010

كلمة مشرف قسم الأدب العربي : الدكتور : محمد ابو جبة


عزيزي القارئ الكريم
كم توارت أجيال خلف ستار ، وكم شيدت نصب تحمل أسماء البطولات ، وقد حمَلها الزمن صورة تاريخية ، لتعبر عن معنى الفضيلة ، ومعنى الإساءة ، لقد عاش على هذه الأرض أعداد لا حصر لها من الحضارات ، اختلفت في مبادئها وعقائدها ، وتنوعت في مفاهيمها ، و أسسها ، وتناقضت في عاداتها وتقاليدها، لقد عاش عليها المواطن الشريف ، والإنسان المتواطئ الحقير . شرب من مائها عباقرة العالم وفلاسفته ، واغتسل منها أعداؤها .
* * *
كيف لا نسطر على صفحات التاريخ راية المجد سطوراً لأبطالنا ، ونقتدي برواد الإنسانية ، ونهجر الإساءة للمسيئين ، ونمضي في طريق العمل النبيل ، ونبتعد عن صنوف الشر في شتى صوره .
* * *
إن حضارتنا هي القاعدة التي تنطلق منها أحاسيسنا ، ومشاعرنا ، لتعبر عن صدق نوايانا في المعرفة والإنسانية .
عندما أخلو إلى روحي ،أعبد الله ، وأقهر الذل .
أستسيغ الأحلام ، وأنفر من الحقد .
أستلقي في أحضان الذكرى ، وأنام ملء جفوني على صدر الحب والحنان .
* * *
إن الحياة معدة للإنسان ليمضي فيها ، ويشرب من ماء السلام ، ويتغذى من شفاه الطبيعة … مؤمناً بإرادة الله ، وراجيا أن يتخلص الإنسان من ذل الإنسان ، وعبودية النفس للنفس ، ليحقق انتصاراً رائعاً أمام القناعة والفضيلة .
* * *
كم من ابتسامة انطفأت على شفاه الأطفال . . .
كم من قبلة ضاعت على وجنات المحبين . . .
كم من دمية تحطمت فوق جدر النسيان . . .
كم من وردة قطفتها أيدي الضياع . . .
كم من فراشة عبثت بها أيدي الحقد . . .
كم من نملة داستها أقدام الظلم . . .
* * *
يا ويل الإنسان من الإنسان … متى يصحو من غفوته ، ويعود
إلى عالم الحب والعطف . . عالم الحكمة و المعرفة . . عالم العلم والحقيقة . ليعود الأطفال إلى أنشودتهم ، ويغنوا للحب و السلام ، وتستيقظ أحلام المحبين ، وتعلو الدمى فوق رباها ، والأزهار تعطر أنفاسنا بأريجها ، والفراشات تختال على أفنانها ، وتعود إلى عالم الإنسانية صورة التعاون البديعة ، ولوحة الفن الرائعة ، وتبقى مدى الدهر في مملكة النمل .
* * *
إن انصهار الإنسان مع واقعه ، وامتزاجه مع طبيعته ، تجعل منه وديعة الزمان في هذا العصر – مشحونة بالحب والعطاء ، ومزودة بالمعرفة والقناعة
انني أعدك عزيزي القارئ أن نحاول الخروج سويا من (دهاليز) السياسة والحديث عنها ، ونلوذ بأدبنا العربي الزاخر بالروائع والدرر ، وأن نكتب في شئون حياتنا الثقافية والإجتماعية برؤية تخرج علي الأحاديث المكررة لكي نروح عن نفوسنا ونفرغ عن أجسادنا شحنات الكهرباء التي تملؤنا جراء عوامل التعرية وضغط العمل والقهر الذي أضحي أحد معالم حياتنا المعاصرة !!
وأتمنى أن تجد عزيزي القارئ أن تروح عن نفسك معنا من خلال بديع الكلم وسحر البيان في زاويتنا المميزة بإذن الله : روائع اللغة والأدب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر