الأحد، 25 أبريل 2010

نجاة 642 معتمراً من الغرق..أثناء العودة


متابعة: انتصار النمر
سفاجا: مشيرة خطاب

كادت كارثة العبارة "السلام 98" ان تتكرر في البحر الأحمر عندما تعرضت العبارة "الرياض" التي تحمل 624 معتمراً للغرق بعد ان ساءت الأحوال الجوية ووصل ارتفاع الموج إلي 10 أمتار تقريبا وكانت العبارة "الرياض" غادرت ميناء ينبع السعودي في السادسة من صباح الجمعة وعلي متنها 624 معتمراً متجهة لميناء سفاجا في رحلة تستغرق 8 ساعات تقريبا ومن المقرر وصولها في الرابعة عصراً بنفس اليوم ولكن لسوء الأحوال الجوية بالبحر الأحمر اضطر القبطان بعد ساعتين من الابحار.. للجوء لأقرب ميناء.. فغير خط سير العبارة واتجه لمنطقة برنيس علي بعد 400 كيلو من سفاجا للرسوبه لحين استقرار الأحوال الجوية.
وأشار القبطان عاطف إمام مدير ميناء سفاجا إلي ان هناك متابعة مستمرة ودقيقة للموقف منذ وصول إشارة من العبارة بتعرضها لأحوال جوية سيئة واضطرارها للاتجاه لأقرب ميناء حفاظا علي سلامة أرواح المعتمرين..وأضاف ان الأحوال الجوية بسفاجا مستقرة والميناء مفتوح أمام حركة الملاحة البحرية ومستعد لاستقبال العبارة "الرياض" والتي تقرر مغادرتها لميناء برنيس.
وأكد اللواء إبراهيم منصور رئيس مدينة سفاجا ان الجهات المعنية بميناء برنيس في مرسي علم قد وفرت المياه والوجبات للمعتمرين والاطمئنان علي حالتهم الصحية خاصة وان بينهم الكثير من كبار السن والسيدات والأطفال.
رأينا الموت.. بأعيننا
هذا وقد روي المعتمرون من ركاب العبارة "الرياض" في اتصال مع "الجمهورية" قبل وصولهم معاناتهم ومآساتهم منذ بدء الرحلة في ينبع فيقول حلمي الصعيدي.. إنهم تحركوا من فنادقهم في المملكة العربية السعودية وتوجهوا لميناء ينبع يوم الاربعاء الماضي حيث كان من المقرر ان تغادر العبارة في السادسة مساء.. ولكن فوجئوا بالتأجيل نظراً لسوء الأحوال الجوية فاضطروا للمبيت في الشارع والأتوبيسات.. علي أمل السفر اليوم التالي الخميس ولنفس السبب تأجلت الرحلة وقامت الشركة المنظمة لرحلة العمرة بنقلهم لإحدي قاعات الأفراح علي بعد 5 كيلو مترات من ينبع لقضاء ليلتهم حتي يتم تحديد موعد جديد لمغادرة العبارة.
ويضيف أحمد أبو زيد.. ان المآساة كانت في وجود اعداد من المسنين والسيدات.. في ظل عدم وجود دورات مياه ومعاناة البعض من أمراض تحتاج لرعاية خاصة.. وأكد إنهم تحركوا من قاعة الأفراح مساء الخميس فور علمهم بقرار إبحار العبارة فجراً وبالفعل تم تصعيد المعتمرين علي متن العبارة "الرياض" لتتحرك في السادسة صباح الجمعة متجهة إلي ميناء سفاجا البحري بعد انتظار يومين بينبع.
ويؤكد أحد المسلماني.. أحد المعتمرين من ركاب العبارة إنه بعد التحرك بساعتين فوجئنا بأمواج شديدة تهز العبارة بقوة وتلاطم الامواج بها حيث كانت ترتفع الموجة بنا بعشرة امتار ثم تهبط مع صراخ الركاب واغماءات العديد منهم وسادت حالة من الذعر والرعب وارتفعت اصوات السيدات والأطفال بالبكاء والعويل وفي لحظة شعرنا ان بيننا وبين الموت لحظات واستمر هذا الوضع لما يقرب من الخمس ساعات.. عشناها في رعب وارتفعت الأصوات تنطق بالشهادتين وتذكرنا حادث "السلام 98" واننا سنلقي نفس المصير.
ويضيف ان القبطان اخبرهم بقرار العودة مرة أخري إلي ميناء ينبع السعودي ولكن بعد وصولنا فوجئنا اننا بأحد الموانيء المصرية.. وقام المسئولون في برنيس بامدادنا بالطعام والمياه التي كانت قد نفدت منا خلال الثلاثة أيام الماضية.

بلاغ لنجدة القاهرة.. "الحقونا.. إحنا بنغرق"

البداية بلاغ لشرطة نجدة القاهرة بطلب الاستغاثة والنجدة لانقاذ 624 مواطناً في عرض البحر.
قال محمد بدر الدين محمود إن رحلته التي عاشها علي مدي ثلاث عشرة ساعة تمثل ضرباً من الخيال.. بدأت بصراخ وعويل والاستغاثة "الحقونا احنا بنغرق.. المركب بتغرق" وفجأة انقطع الاتصال وأصيب بحالة عصبية واتصل دون أن يدري برقم النجدة 122 وهو يقول الحقونا المركب بتغرق والناس بتموت وحاول تلقي الاتصال بشرطة النجدة رقم 17 وتهدئته ليفهم بلاغه وعلي الفور أخطرت جميع الأجهزة المعنية وإخطار اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الذي أصدر تعليمات مشددة لتتبع البلاغ والتأكد من صحته واتخاذ الإجراءات الفورية وتم الاتصال بكافة الجهات المعنية من خلال مكتب الوزير وشرطة نجدة القاهرة وتبين أن المبلغ اتصل من تليفونه في الساعة الثانية بعد منتصف ليل أمس الأول وكان متوتراً وهو يقول إن خاله استغاث به أثناء قدومه من ميناء ضبا السعودي علي المركب المحملة ب 624 معتمراً وراكباً وأن خاله عطا قناوي عطا "سائق" وعشرة آخرين من الأقارب ضمن الركاب من محافظة المنيا أبلغه أنهم يتعرضون للغرق وطلب منه الاستغاثة لانقاذهم وفجأة انقطع الاتصال به.. ثم قامت شرطة النجدة بالاتصال به.
ويضيف المبلغ محمد بدر الدين ل "الجمهورية" أنه عاش علي مدار 13 ساعة ونصف ساعة رحلة بحرية متقلبة العواصف والأمواج سمع فيها صراخ الأطفال والشيوخ وأصوات الأمواج وتعرضت الاتصالات للانقطاع.
علي الجانب يزداد التوتر ثم يتهلل فرحاً.. فقد كان الاتصال هذه المرة يخبره فيه خاله أنهم عادوا مرة أخري إلي الميناء السعودي.. لأن المركب لن يستطيع الإبحار في ظل الظروف الجوية.
وفجأة ينقطع الاتصال.. وهو لا يدرك أن جميع الجهات المعنية بوزارة الداخلية قد أخطرت بدورها كل الجهات المعنية بالسفن والموانيء وتتابعها من أجل متابعة وإنقاذ الركاب والعبارة وعلم أن طفلاً سقط مغشياً عليه لأنه مصاب بضمور في المخ وأن الجميع يسارعون لنجدته وانقاذه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر