الثلاثاء، 25 مايو 2010

ذهب موظف إلى معمل تحاليل: «عندك سرطان».. فذهب إلى لندن: «ماعندكش حاجة»..

فقاضاهم.. فكسبهم.. فتبرع بتعويضهم لمرضى سرطان حقيقيين


محمد رشدى

«خدى بالك م الأولاد وابقوا ادعولى وده نصيبى وأنا راضى بقضاء الله».. كلمات ودع بها محمد رشدى الذى يعمل كبير مرشدين فى هيئة قناة السويس، زوجته وأولاده متوجها إلى العاصمة البريطانية لندن، تمهيدا لإجراء عملية جراحية لاستئصال المعدة، بعد أن كشفت التحاليل التى أجراها فى أشهر معمل تحاليل فى مصر إصابته بالسرطان، وأنه فى حالة متأخرة، وأكد له الأطباء أن مسألة بقائه على قيد الحياة مسألة وقت، وأنه إذا لم يجر عملية الاستئصال خلال أسبوع سيكون مصيره الموت.

حمل «رشدى» أمتعته فى طريقه إلى لندن، بعد أن نصحه بعض أصدقائه بفحص حالته هناك، حيث يوجد مركز متخصص فى السرطان، احتضن «رشدى» أبناءه وزوجته قبل صعوده الطائرة وودعهم وهو لا يعلم هل سيراهم مرة أخرى أم لا، وقال: «وصلت إلى لندن وهناك كان مشهد الاهل والأحباب ومن فارقونى أمام عينى.. وكنت على يقين من أنها رحلة النهاية».

وواصل: «طلب منى أطباء المركز الطبى الذى وصلت إليه عمل تحاليل جديدة ليكتشفوا المفاجأة الكبرى، وهى أننى لست مريضا بالسرطان وأن التحاليل التى أجريتها خاطئة وغير دقيقة».

وتابع: «كانت مفاجأة سارة وصاعقة فى الوقت نفسه، فقد كنت على وشك استئصال المعدة- بعد أن أكد لى ثلاثة أطباء استشاريين كبار فى المعمل الشهير أننى مصاب بالسرطان، ويصف رشدى تجربته بأنها «عودة للحياة» مرة أخرى، وأنها كانت تجربة إنسانية فريدة»

وقال: «كانت لدى رغبة عارمة فى فضح هذا المركز أمام الناس بعد أن اكتشفت زيف وكذب تحاليله التى كادت تودى بحياتى، ولولا أننى أملك من المال ما منحنى فرصة السفر إلى الخارج لكنت استأصلت المعدة».

وأشاد رشدى بعدالة القضاء المصرى الذى أعاد له حقه بعد أن رفع دعوى قضائية على المعمل، وحكم له بتعويض ٣٠ ألف جنيه فى حكم يصفه بالتاريخى، مؤكداً أنه سيتبرع بها لصالح مرضى السرطان. وكشف أنه رفض كل مساومات مسؤولى المعمل للتنازل عن قضيته، لأنه يخشى أن يتعرض آخرون بسطاء لما تعرض له مطالبا د.حاتم الجبلى وزير الصحة بوضع ضوابط صارمة للرقابة على مثل هذه المعامل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر