الاثنين، 24 مايو 2010

لا لا لا ورب الكعبة

مدرس‮.. ‬آخر زمن‮!‬



بقلم : محمود صلاح


الله يرحم الأستاذ‮ »‬سيد نصر‮«‬،‮ ‬مدرس الطبيعة في مدرسة الخديو إسماعيل‮. ‬الذي فتح نفسي علي حب العلم والمعرفة في سنوات دراستي الثانوية‮.‬
والله يرحم كل المدرسين الذين تعلمت علي أيديهم،‮ ‬في الابتدائي والإعدادي والثانوي‮.‬
هؤلاء كانوا مدرسين بحق‮. ‬ايام عبارة‮ »‬كاد المعلم أن يكون رسولاً‮«. ‬هؤلاء لم يعرف واحد منهم حكاية الدروس الخصوصية‮.‬
إنما كانوا في الحصة يقدمون وبطريقة سهلة جميلة‮ ‬يقدمون العلم للتلاميذ‮. ‬ويحببون تلاميذهم في المعرفة‮.‬
كل مدرس في حياتي كان صاحب فضل‮. ‬استاذ الدين علمني سماحة الإسلام من حكاياته الرائعة عن أوائل المسلمين‮. ‬أستاذ التاريخ علمني أنني مصري وأن هناك وطنا رائعا اسمه مصر‮. ‬أبلة الهوايات علمتني كيف أزرع القمح في بيتنا‮.‬
وفوق كل هذا لم يكن المدرس مدرساً‮ ‬فقط‮. ‬بل معلماً‮ ‬يؤثر علي شخصية وتفكير تلاميذه إلي الأفضل‮. ‬هؤلاء التلاميذ الذين أصبح منهم فيما بعد النجوم والمشاهير وكبار الوزراء والمسئولين‮!‬
فما الذي جري في الدنيا؟
ومن هم هؤلاء‮.. ‬مدرسي أيامنا هذه العجيبة؟‮!‬
‮>>>‬
كنا نقرأ عن المدرسين زمان ونري صورهم في الجرائد‮. ‬يوم‮ »‬عيد العلم‮« ‬ورئيس الجمهورية يمنحهم الأوسمة والنياشين‮.‬
اليوم أصبحنا كل صباح نقرأ أخبار المدرسين علي صفحات الحوادث وليتها حوادث عادية‮.‬
إنما جرائم موسفة وأحياناً‮ ‬بشعة لاتصدق ولاتعقل‮!‬
أبداً‮ ‬لايمكنني أن أنسي‮ »‬الخيرزانة‮« ‬أو‮ »‬العصا‮« ‬أو‮ »‬المسطرة‮« ‬التي كان يحملها دائماً‮ ‬كل مدرس في حياتي‮. ‬لكنني الآن أتذكر هذه العصا بكل الخير‮!‬
لم يكن المدرسون زمان يضربون التلاميذ لمجرد الضرب‮. ‬كانت‮ »‬عصا‮« ‬الأستاذ وسيلة من وسائل التعليم؟
ضرب المدرسين زمان للتلاميذ كان شيئاً‮ ‬آخر‮. »‬عصا‮« ‬الاستاذ زمان لم تكن أداة تعذيب‮.. ‬بل علمتنا الاحترام والجدية في المذاكرة والحرص علي أداء الواجب المدرسي‮.‬
‮»‬عصا‮« ‬استاذ زمان كانت‮.. ‬لمن عصي‮!‬
لم نسمع زمان عن المدرسين الفتوات هذه الأيام‮..‬
‮> ‬لم نسمع عن مدرس ظل يضرب تلميذاً‮ ‬في الحادية عشرة من عمره بالشلوت في بطنه‮.. ‬حتي مات لأنه لم‮ »‬يحل الواجب‮«!‬
‮> ‬لم نسمع ابداً‮ ‬عن مشاجرة بين مدرس وتلميذ‮. ‬انتهت بأن شوه المدرس وجه التلميذ بموس حلاقة‮. ‬كما حدث في مدرسة بالوراق‮!‬
‮> ‬لم نقرأ زمان عن مدرس ضرب تلميذه‮ »‬بالبوكس والشلاليت‮«. ‬وعندما ذهب التلميذ في المدرسة الاعدادية بالإسماعيلية يشكو لناظر المدرسة‮.‬
‮- ‬يكون رد الناظر علي التلميذ‮: ‬روح إغسل وشك ياولد‮.. ‬وخلاص‮!‬
‮> ‬لم يحدث أن‮ ‬تأخر تلميذ في الخروج من المدرسة‮. ‬فضربه المدرس بخشبة وكسر له ضلوعه‮. ‬مثلما حدث في مدرسة أحمد زويل الاعدادية بالاسكندرية‮.‬
‮> ‬لم نسمع ابداً‮ ‬زمان عن مدرس يحطم فك تلميذ معوق ضعيف‮!‬
‮> ‬لم نسمع زمان عن مدرس‮ »‬خزق‮« ‬عين تلميذه‮. ‬لأن ورقة إجابة التلميذ سقطت علي الأرض وهو يسلمها للأستاذ بعد الامتحان‮!‬
‮> ‬لم نتخيل ابداً‮ ‬ان استاذ لغة عربية‮. ‬يضع رأس تلميذه تحت حذائه‮. ‬ويجلده في حوش المدرسة‮.‬
‮- ‬وهو يزعق‮: ‬المدرسة دي محتاجة رجل‮!‬
‮> ‬لم يحدث زمان ان انهال مدرس بالضرب علي تلميذ بكل وحشية‮.. ‬لأنه أخطأ في تسميع‮ »‬سورة النحل‮«!‬
مدرس زمان كان‮ »‬قدوة‮« ‬لتلاميذه‮. ‬فأين القدوة في هؤلاء المدرسين‮!‬
‮> ‬مدرس اللغة العربية في مدرسة مشتركة بالجيزة‮. ‬الذي قام داخل الفصل بإجبار تلميذة علي خلع بنطلونها أمام زملائها وزميلاتها‮.. ‬لأن التلميذة ترفض الدروس الخصوصية‮!‬
‮> ‬مدرس اللغة العربية في مدرسة الشرقية‮ ‬الذي كان يشتري المخدرات ويبيعها لتلاميذه في المدرسة‮!‬
‮> ٨٥ ‬مدرساً‮ ‬في ادارة تعليمية واحدة‮.. ‬اتهموا بالتلاعب في نتائج الامتحانات وتزوير نتيجة طلاب الشهادة الإعدادية‮!‬
‮> ‬مدرس يعتدي علي الناظر ويضربه‮ »‬بالمقشة‮« ‬بعد أن دخل مكتب الناظر وأغلقه من الداخل‮. ‬وأعطي الناظر علقة بالمقشة‮!‬
‮> ‬مدرس في الاسكندرية يختلس كتباً‮ ‬مدرسية‮. ‬قيمتها ‮٩٣١ ‬ألف جنيه‮.‬
‮> ‬ناظر مدرسة يقف علي ترابيزة في حفل بنادي المعلمين‮.‬
‮- ‬ويقول للفرقة الموسيقية‮ : ‬رقصني ياجدع‮!‬
ويبدأ حضرة الناظر في وصلة رقص حامية‮.‬
‮- ‬حتي صاح التلاميذ‮: ‬الغازية لازم تنزل‮!‬
‮> ‬مدرس في إمبابة يمارس الرذيلة مع تلميذاته‮. ‬ويحكم عليه بالسجن ‮٣ ‬سنوات‮. ‬بعد أن صور تلميذاته عاريات وهو يرتكب الفحشاء معهن‮!‬
‮> ‬خمسة مدرسين‮.. ‬يتعاطون الحشيش علنا في حوش المدرسة بالساحل‮!‬
‮>>>‬
وانا أصدق ان الصديق الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم‮. ‬قد بدأ حرباً‮ ‬حقيقية علي تجاوزات المدرسين في المدارس‮. ‬بعد أن وصلنا إلي هذه الدرجة من الانهيار والحضيض‮ ‬في مدارسنا الحكومية‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر