الأحد، 1 أغسطس 2010

أفكار رمضانية (1)

أحيانا تأتك فكرة تغير من مسار حياتك كله أو تقلب حالك رأسا على عقب وها أنا ذا جمعت لك مجموعة أفكار عسى أن تنتفع بها وقبل أن أبدأ معك في سرد أفكار تجعل شهر رمضان يمر عليك وقد غفر الله لك بإذن الله وتقبل صيامك وقيامك أريد أن ألفت انتباهك لأمر في غاية الخطورة وهو في الواقع سؤال يجب أن يسأله كل من أراد أن يُقبل عمله في رمضان والله اسأل أن يوفقني في الإجابة عليه .

هذا السؤال هو كيف يقبل الله عملك في شهر رمضان ؟ .

للأجابة على هذا السؤال دعونا نبحر في آيات الذكر الحكيم وتحديدا في سورة المائدة وفي قول الله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (27) سورة المائدة .

دعونا نعرف لمحات من قصة قابيل وهابيل فلقد كان قابيل يعمل في الزراعة وكان هابيل يعملي في الرعي وطُلب منها أن يقدما قربانا يتقربا به إلى الله عز وجل فقدم قابيل حزمة من السنبل ووجد فيها سنبلة طيبة ففركها وأكلها ثم قدم هذه الحزمة كقربان إلى ربه وقدم هابيل كبشا هو من خير ما عنده على الإطلاق كقربانا إلى الله عز وجل .

قابيل قدم بعض ما عنده ولكنه كان من اسوأ ما عنده فلم يرد أن يقدم الله حتى سنبلة جيدة ولكن هابيل قدم أفضل ما عنده لله عز وجل وقابيل قدم ما قدمه قربانا لله ليس عن طيب خاطر منه ولكن هابيل كان ما قدمه لله هو أفضل ما عنده وأيضا بطيب خاطر منه فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل ولنا هنا وقفة .

قد تعمل عملا صالحا ولكن بدون طيب نفس منك وبدون اجتهاد فيه ولذا كيف تتوقع من الله أن يتقبل منك ؟ وقد تعمل عملا تريد به ثناء الناس فكيف تظن أن الله سيقبله منك ؟ .

اجعل مبدأك في رمضان وما بعد رمضان هو بذل ما في وسعي من جهد وعن طيب نفس مني حتى يتقبل الله مني عملي ولتجعل قصة قابيل وهابيل أمامك ولتتعلم منها وهناك مبدأ آخر أريد أن ألفت انتباهك له وهو كلمة سأحاول فهذه الكلمة تدعو إلى الخمول وليس العمل والاجتهاد فاجعل قولك هو سألفعل إن شاء الله .

ودعني أخبرك بوعد قد قطعه الله على نفسه وهو قوله سبحانه وتعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (20) سورة المزمل ، فما نقدمه من خير سنجده عند الله أعظم أجرا أتعلمون لماذا ؟ لأن الله لا يعامل العبد بالمثل فإن عمل العبد عملا صالحا كافئه الله بأكثر مما يستحقه لأنه هو الكريم فالتعمل أخي الكريم من الصالحات ولا تبخل على نفسك فإن من يبخل فإنما يبخل على نفسه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر