ونظرا لعدم وجود أي وسيلة طبية تستطيع إثبات الإصابة بمرض القولون العصبي, حيث تجري الفحوصات المعملية والأشعة و حتي منظار القولون فقط لاستبعاد أمراض أخري تتشابه أعراضها مع أعراض القولون العصبي, ويعد التشخيص السريري الدقيق بداية طريق العلاج. وتبلغ النسبة العالمية للإصابة حوالي20%, والنساء أكثر تعرضا للإصابة, ولا يسبب القولون العصبي مضاعفات وخيمة وخطيرة علي حياة المريض, حيث أنه لا يؤدي لنزيف أو سرطان أو يتطور لأمراض أخري مثل كرونز و التقرحات القولونية وغيرها. يوضح الدكتور عبد الرحمن الزيادي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس أن الخوف من القولون العصبي يكمن في انه قد يؤدي لنتائج عكسية علي الحالة النفسية والجسدية, ويستطيع المريض أن يجنب نفسه تقلصات القولون بتجنب الضغوط النفسية والعصبية. ويكمن الفارق بين مغص القولون العصبي ومغص البطن الطبيعي في أن المغص الطبيعي شيء عارض بينما غالبا ما يكون مغص القولون العصبي مزمنا, وأحيانا مصحوبا بإمساك أو إسهال أو التبديل بين كليهما.
و يوضح الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودربلهارس أن مريض القولون العصبي قد يحتاج لأدوية نفسية مهدئة, مشيرا إلي أن علاج تقلصات القولون يعتمد علي ثلاثة أنوع من الأدوية.. الأول لتثبيط تقلصات القولون مثل الأدوية المحتوية علي مادة ميبيفرين. والثاني لتهدئة المريض نفسيا ومن ثم تهدئة التقلصات, أما الثالث فهو للقضاء علي الانتفاخات المصاحبة للمرض, ويضيف أن هذا المرض يعد من أكثر الأمراض انتشارا بمصر, حيث يصيب من20-25% من المصريين. ويجمع الأطباء في العالم علي إمكانية تشخيص المرض بالأعراض المصاحبة والمميزة له, خاصة عندما يشعر المريض بالألم في البطن مع اختلاف في عادات التبرز, بعد استبعاد الأعراض المنذرة التي تستوجب الملاحقة وإجراء الأبحاث والفحوصات اللازمة وصولا للتشخيص السليم في الوقت المناسب, مثل وجود دم في البراز, مع فقد للوزن والشهية, وإسهال شديد يوقظ المريض من نومه. وهناك أدوية تساعد علي عودة البكتريا النافعة الموجودة بالقولون للعمل مرة أخري مثل دواء ريفكاسيمين الذي يساعد علي استعادة البكتريا النافعة وطرد البكتريا الضارة وعوده الوظيفة الطبيعية للقولون. ويوضح الدكتور مدحت خليل استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتغذية العلاجية بطب القاهرة أنه إلي وقت قريب كان يعتقد أن القولون العصبي أحد أعراض التوتر النفسي فقط ـ وليس مرضا قائما بذاته, لكن الدراسات العلمية أثبتت أن الحركة غير المنتظمة لعضلات القولون هي المسئولة عن حدوث أعراض المرض.
وتشير الإحصائيات الحديثة إلي أن القولون العصبي يصيب20% من البالغين, وأن نصف المرضي تقل أعمارهم عن35 عاما, كما يمكن أن يصيب الأطفال, وتتعرض المرأة للإصابة ضعف الرجل. وترتفع نسبة الإصابة لدي من يكون لديهم تاريخ عائلي للإصابة للمرض. لكن لم تحدد الأبحاث العلمية علي وجه الدقة دور العامل الوراثي. والقولون العصبي هو مرض يتعامل بطريقة ـ غير متناغمة ـ مع أنواع محددة من الطعام مثل اللبن ومنتجاته والشيكولاتة والكحوليات والمشروبات الغازية والبقول وبعض الخضروات والفاكهة, إما نتيجة للتعرض لتوترات وانفعالات أو بسبب تناول بعض الأدوية أو حدوث بعض التغيرات الهرمونية, حيث يؤدي تناول بعض الأطعمة لزيادة حدة الأعراض, كذلك يعاني معظم مرضي القولون العصبي من حساسية تجاه اللاكتوز' سكر اللبن' وجلوتين القمح وبعض المحليات الاصطناعية مثل الاسبارتام والسكارين, وقد تزداد حدة الأعراض مع التدخين وتناول الوجبات الدسمة والشيكولاتة والشاي والقهوة والكولا بجانب التوتر والقلق. ولا يؤدي المرض لحدوث أضرار دائمة بالقولون كالسرطان أو التهاب تقرحي, لكنه يمثل عامل توتر للمصاب يؤثر علي حالته النفسية والمزاجية. وقد يؤدي القولون العصبي لزيادة نسبة الإصابة بالبواسير والشرخ الشرجي كما يصاب نسبة كبيرة من المرضي بعدم التوازن الغذائي نتيجة الالتزامات والمحظورات الغذائية, ويجدر الإشارة إلي انه لا يسبب تأخر الحمل أو العقم أو البرود الجنسي أو الصداع كما يعتقد البعض, كما تتشابه أعراضه مع أعراض القرحة الهضمية واضطرابات الحوصلة المرارية وأورام القولون. وبصفة عامة, لايوجد علاج قاطع للمرض, لكن يمكن السيطرة علي أعراضه من خلال نظام غذائي متزن واتباع أساليب حياتية معتدلة وممارسة الرياضة بانتظام, وينصح بتناول كميات كافية من الماء والأطعمة الغنية بالألياف النباتية. كما ينصح من يعانون نوبات الإسهال المتكرر, بتناول مضادات التقلص والأدوية القابضة للإسهال, مع مراعاة عدم المغالاة في تناول المضادات الحيوية ومطهرات الأمعاء, لأن استخدامها لفترات طويلة يؤدي لعدم توازن البكتريا النافعة والضارة بالقولون, مما يؤدي لزيادة حدة الأعراض, وتوصف المكملات الغذائية المحتوية علي الخمائر الطبيعية في هذه الحالة لإعادة التوازن مرة أخري.
الأحد، 22 أغسطس 2010
25 %من المصريين يعانون القولون العصبي
لما كانت أوجاع القولون العصبي تعطي نفس الأعراض المرتبطة بأمراض أخري, فإن ذلك يضع الطبيب المعالج في حيرة كبيرة قد تنحرف بخط العلاج.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر