الأحد، 22 أغسطس 2010

25‏ %من المصريين يعانون القولون العصبي‏

لما كانت أوجاع القولون العصبي تعطي نفس الأعراض المرتبطة بأمراض أخري‏,‏ فإن ذلك يضع الطبيب المعالج في حيرة كبيرة قد تنحرف بخط العلاج‏.

ونظرا لعدم وجود أي وسيلة طبية تستطيع إثبات الإصابة بمرض القولون العصبي‏,‏ حيث تجري الفحوصات المعملية والأشعة و حتي منظار القولون فقط لاستبعاد أمراض أخري تتشابه أعراضها مع أعراض القولون العصبي‏,‏ ويعد التشخيص السريري الدقيق بداية طريق العلاج‏.‏ وتبلغ النسبة العالمية للإصابة حوالي‏20%,‏ والنساء أكثر تعرضا للإصابة‏,‏ ولا يسبب القولون العصبي مضاعفات وخيمة وخطيرة علي حياة المريض‏,‏ حيث أنه لا يؤدي لنزيف أو سرطان أو يتطور لأمراض أخري مثل كرونز و التقرحات القولونية وغيرها‏.‏ يوضح الدكتور عبد الرحمن الزيادي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس أن الخوف من القولون العصبي يكمن في انه قد يؤدي لنتائج عكسية علي الحالة النفسية والجسدية‏,‏ ويستطيع المريض أن يجنب نفسه تقلصات القولون بتجنب الضغوط النفسية والعصبية‏.‏ ويكمن الفارق بين مغص القولون العصبي ومغص البطن الطبيعي في أن المغص الطبيعي شيء عارض بينما غالبا ما يكون مغص القولون العصبي مزمنا‏,‏ وأحيانا مصحوبا بإمساك أو إسهال أو التبديل بين كليهما‏.‏
و يوضح الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودربلهارس أن مريض القولون العصبي قد يحتاج لأدوية نفسية مهدئة‏,‏ مشيرا إلي أن علاج تقلصات القولون يعتمد علي ثلاثة أنوع من الأدوية‏..‏ الأول لتثبيط تقلصات القولون مثل الأدوية المحتوية علي مادة ميبيفرين‏.‏ والثاني لتهدئة المريض نفسيا ومن ثم تهدئة التقلصات‏,‏ أما الثالث فهو للقضاء علي الانتفاخات المصاحبة للمرض‏,‏ ويضيف أن هذا المرض يعد من أكثر الأمراض انتشارا بمصر‏,‏ حيث يصيب من‏20-25%‏ من المصريين‏.‏ ويجمع الأطباء في العالم علي إمكانية تشخيص المرض بالأعراض المصاحبة والمميزة له‏,‏ خاصة عندما يشعر المريض بالألم في البطن مع اختلاف في عادات التبرز‏,‏ بعد استبعاد الأعراض المنذرة التي تستوجب الملاحقة وإجراء الأبحاث والفحوصات اللازمة وصولا للتشخيص السليم في الوقت المناسب‏,‏ مثل وجود دم في البراز‏,‏ مع فقد للوزن والشهية‏,‏ وإسهال شديد يوقظ المريض من نومه‏.‏ وهناك أدوية تساعد علي عودة البكتريا النافعة الموجودة بالقولون للعمل مرة أخري مثل دواء ريفكاسيمين الذي يساعد علي استعادة البكتريا النافعة وطرد البكتريا الضارة وعوده الوظيفة الطبيعية للقولون‏.‏ ويوضح الدكتور مدحت خليل استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتغذية العلاجية بطب القاهرة أنه إلي وقت قريب كان يعتقد أن القولون العصبي أحد أعراض التوتر النفسي فقط ـ وليس مرضا قائما بذاته‏,‏ لكن الدراسات العلمية أثبتت أن الحركة غير المنتظمة لعضلات القولون هي المسئولة عن حدوث أعراض المرض‏.‏
وتشير الإحصائيات الحديثة إلي أن القولون العصبي يصيب‏20%‏ من البالغين‏,‏ وأن نصف المرضي تقل أعمارهم عن‏35‏ عاما‏,‏ كما يمكن أن يصيب الأطفال‏,‏ وتتعرض المرأة للإصابة ضعف الرجل‏.‏ وترتفع نسبة الإصابة لدي من يكون لديهم تاريخ عائلي للإصابة للمرض‏.‏ لكن لم تحدد الأبحاث العلمية علي وجه الدقة دور العامل الوراثي‏.‏ والقولون العصبي هو مرض يتعامل بطريقة ـ غير متناغمة ـ مع أنواع محددة من الطعام مثل اللبن ومنتجاته والشيكولاتة والكحوليات والمشروبات الغازية والبقول وبعض الخضروات والفاكهة‏,‏ إما نتيجة للتعرض لتوترات وانفعالات أو بسبب تناول بعض الأدوية أو حدوث بعض التغيرات الهرمونية‏,‏ حيث يؤدي تناول بعض الأطعمة لزيادة حدة الأعراض‏,‏ كذلك يعاني معظم مرضي القولون العصبي من حساسية تجاه اللاكتوز‏'‏ سكر اللبن‏'‏ وجلوتين القمح وبعض المحليات الاصطناعية مثل الاسبارتام والسكارين‏,‏ وقد تزداد حدة الأعراض مع التدخين وتناول الوجبات الدسمة والشيكولاتة والشاي والقهوة والكولا بجانب التوتر والقلق‏.‏ ولا يؤدي المرض لحدوث أضرار دائمة بالقولون كالسرطان أو التهاب تقرحي‏,‏ لكنه يمثل عامل توتر للمصاب يؤثر علي حالته النفسية والمزاجية‏.‏ وقد يؤدي القولون العصبي لزيادة نسبة الإصابة بالبواسير والشرخ الشرجي كما يصاب نسبة كبيرة من المرضي بعدم التوازن الغذائي نتيجة الالتزامات والمحظورات الغذائية‏,‏ ويجدر الإشارة إلي انه لا يسبب تأخر الحمل أو العقم أو البرود الجنسي أو الصداع كما يعتقد البعض‏,‏ كما تتشابه أعراضه مع أعراض القرحة الهضمية واضطرابات الحوصلة المرارية وأورام القولون‏.‏ وبصفة عامة‏,‏ لايوجد علاج قاطع للمرض‏,‏ لكن يمكن السيطرة علي أعراضه من خلال نظام غذائي متزن واتباع أساليب حياتية معتدلة وممارسة الرياضة بانتظام‏,‏ وينصح بتناول كميات كافية من الماء والأطعمة الغنية بالألياف النباتية‏.‏ كما ينصح من يعانون نوبات الإسهال المتكرر‏,‏ بتناول مضادات التقلص والأدوية القابضة للإسهال‏,‏ مع مراعاة عدم المغالاة في تناول المضادات الحيوية ومطهرات الأمعاء‏,‏ لأن استخدامها لفترات طويلة يؤدي لعدم توازن البكتريا النافعة والضارة بالقولون‏,‏ مما يؤدي لزيادة حدة الأعراض‏,‏ وتوصف المكملات الغذائية المحتوية علي الخمائر الطبيعية في هذه الحالة لإعادة التوازن مرة أخري‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر