الأحد، 26 سبتمبر 2010

القيصرية..قلعة صناعة التطريز التي أغنتها أموال العراق عن التسول

قلعة صناعة التطريز التي أغنتها أموال العراق عن التسول .. انقطاع الكهرباء يهدد مصانعها قرية القيصرية هي إحدي قري مصر التي رفضت صدقات الحكومة وشيدت نفسها دون مساعدة برامج لجنة السياسات، إلا أن النظام الذي دائما ما تعارضه وتقف علي الجانب الآخر منه لم يرحمها، ولم يترك رحمة الله تنقذ الصناعة التي يتميز بها أهالي القرية والتي أنقذتهم من التسول وهي صناعة التطريز.

وقرية القيصرية إحدي قري الوحدة المحلية للقرية الأم محلة أبو علي التابعة لمركز المحلة الكبري، وتشتهر بأنها قلعة صناعة التطريز في مصر، حيث تنتشر فيها مشاغل التطريز التي يصل عددها إلي نحو 500 مشغل تتوزع داخل الشوارع الفرعية والمنازل، وقد تحولت القيصرية من إحدي القري الفقيرة في الثمانينيات إلي قرية أخري اكتسبت ملامح المدنية والثراء بفضل صناعة التطريز التي أدت إلي انخفاض معدلات البطالة داخل القرية بشكل كبير.

وكان أبناء القرية قبل عملية التحول الاقتصادي منقسمين ما بين مهاجرين يعملون بدولة العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وعاملين بشركتي غزل المحلة والنصر للصباغة والتجهيز، حيث كانت نقطة الالتقاء بين أصحاب رأس المال القادمين من العراق وخبرة عمال الغزل والنسيج في بداية التسعينيات وهو ما أسفر عن ظهور صناعة التطريز.

وتعاني القرية أزمات البنية التحتية والمرافق كغيرها من مئات القري المصرية، سواء ما يتعلق بالصرف الصحي، أو الطرق المتردية والمتهالكة خاصة الطريق الرئيسي الذي يبدأ من قرية محلة أبو علي إلي قرية محلة زيات التابعة لمركز سمنود، إضافة إلي مشكلة انقطاع الكهرباء باستمرار والتي تؤرق أصحاب مشاغل التطريز، حيث تكبدهم خسائر كبيرة حتي اضطر أحد أصحاب المشاغل إلي تركيب أعمدة الكهرباء وتحمل تكاليف الإنارة علي حسابه الخاص لكي يتمكن من تشغيل مشغله الجديد بأطراف القرية.

في الوقت نفسه يعاني أهالي القرية تدهور صناعة التطريز ويرجع ذلك إلي إغراق السوق بالسلع المستوردة خاصة الصينية، وارتفاع الأسعار حيث لا تفكر الحكومة المصرية في دعم الصناعة وحمايتها، وهي نفس حالة الكساد التي انتشرت والتي أدت إلي إغلاق مئات المشاغل قبيل تولي كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق، في حقبة التسعينيات والذي يرجع له الفضل في إنعاش تلك الصناعة من جديد بعد أن أغلق باب الاستيراد لتشجيع الصناعة الوطنية.

وتعد قرية القيصرية معقلاً للعديد من الأيديولوجيات والمذاهب خاصة الإسلامية، فبجانب التيار الوفدي وبعض قيادات حزب الغد، توجد جماعة الإخوان المسلمين بشكل قوي، كما ظهر أنصار المذهب الشيعي الذي بدأ يتسع في القرية ويعلن عن احتفالاته تحت خيمة ومسمي الصوفية، بالإضافة إلي المذهب السلفي والدعوة والتبليغ الذين تستخدمهم الأجهزة الأمنية لضرب الإخوان المسلمين داخل القرية. ولقرية القيصرية أهمية بالغة في الانتخابات لامتلاكها كتلة تصويتية واسعة، إلا أنها دائما ما تنحاز إلي جانب المعارضة ولا تعطي صوتها لمرشح الحزب الوطني وهو ما انعكس علي القرية بعد تجاهلها نائب الحزب الوطني خلال الدورة الحالية وتصويتها لصالح مرشح الإخوان، كما كانت القيصرية داعما أساسيا للدكتور أيمن نور في حملته الانتخابية أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2005.

ويتسم أهالي القرية ببعض الطباع أهمها الطيبة الشديدة وارتفاع نسبة التعليم والتدين، بجانب سمات التعاون والتفاهم والانسجام بين أهالي القرية، وهي التي تظهر في مراسم الزواج، حيث لا يبالغ أهل الزوجة في تكاليف الزواج، وقرية القيصرية كانت تدعي قديما قرية قصر ريحان وذلك لاشتهارها بزراعة الريحان وحرف اسمها إلي القيصرية.. ومن أعلامها الفنانة زهرة العلا، والعالم الأزهري نشأت كامل، ولاعب منتخب مصر في التسعينيات عبد العظيم الشوري.

هناك تعليق واحد:

  1. ايهالكدب ده مين قال ان زهره العلي من القيصريه

    ردحذف

اذا كان لديك أي تعليق أو ملاحظات حول هذا الموضوع يرجى كتابته هنا ، مع الشكر